مساحة إعلانية
جاءت إليه محطمة ،إبريق زجاج سقط من الدور الرابع عشر ، الدموع تروي ثوبها، تشكو ثقل الأيام، راكعة أمامه متوسلة أن يعينها على ما آلت إليه. أوقفها برفق، ورفع رأسها بشموخ، قائلاً :
الملكة، خُلقتِ لتتألق، لا لتترك نفسها للحزن. ارفعي وجهكِ للسماء، واملئي قلبكِ بالأمل، واجعلى عينيكِ تحرسان روحكِ بشموخ.
لعن الله البعد المقدر عليهما ،كيف يجمع الله بين قلبين بهذا القدر من الحب ويكتب عليهما الشقاء ؟ ما الحكمة فى بعد المسافات ،واختلاف اسماء الدول والبلاد ؟
قلب المرأة محيط عميق من الأسرار ،فيه ما فيه،وفيه ما توجب ان تخفيه قاتل الله الكتمان ففي القلب نار تتلظي ، وفي الحلق صرخة تختنق،كيف تخبره بم يجول بخاطرها ،كيف تخبره أنها هرمت وهو متكأها الوحيد ،طفلته المدللة كبرت فى العمر بقدر ما كبرت فى قلبه ،وكأنها تتطلع إلى القمر، تعشق تواجده ، لكنها اكتفت بالنظر إليه، فقد وجدتُ في المسافة بينهما جمالًا يغنيها عن الوصول.