مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في لحظة انفعال على الهواء قال الإعلامي عمرو أديب ( انتخابات الرئاسة خلاص خلصت) وعلى الفور تلقفت اللجان الإلكترونية للإخوان المجرمين هذه العبارة وقالوا إن الإعلامى الأعلى أجراً لديه معلومات عن احتمالية إلغاء انتخابات الرئاسة المصرية المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل، وهو ما نفاه أديب نفسه خلال نفس الحلقة وحرص على أن يؤكد ويشدد مراراً وتكراراً على أنه استخدم تعبير مجازى وإن الانتخابات ستجرى في موعدها، ولكن لا خلاف على أن النتيجة باتت محسومة.
بالطبع رؤية أديب مرتبطة بالاحداث المتوترة حالياً في غزة على حدود مصر الشمالية الشرقية حيث سيناء وقناة السويس ومحاور الأمن القومي المصري التى تتطلب رئيس ذو خلفية عسكرية مخابراتية وعلاقات متوازنة مع جميع الأطراف ومن ثم لا يسمح الظرف الحالى بانتخاب رئيس مدنى مهما كانت قدراته السياسية.
ومع احترامنا لجميع المرشحين لمنصب الرئاسة منافسى الرئيس السيسى ولكن احاديث كل منهم وتصريحاته لا تتطرق للملفات الاستراتيجية ولم يذكر في برنامجه الانتخابي - إن وجد - شيئاً عن ملف الأمن القومي وحماية الحدود وحروب الجيل الرابع والخامس وغيرها.
وعلى سبيل المثال وبالرغم من أن أحدهم رجل قانون هو الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد ولكنه في تصريحاته لم يتناول ملف القضية الفلسطينية وعلاقتها بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقوانين المنظمات الحقوقية الدولية، أما مرشح اليسار فريد زهران فمازال يتحدث عن حلم إلقاء اسرائيل في البحر وكيف سنصل إلى حدود تل أبيب بل وربما نغزو واشنطن ذاتها، وعلى جانب آخر هناك رجل السياحة حازم عمر وبغض النظر عن أن الرجل تم تعيينه في مجلس الشيوخ بقرار منافسه الرئيس السيسى ولكنه لم يوضح كيف سيتعامل مع ملف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل خاصةً فيما يتعلق بالشأن السياحى.
وعلى خلفية ما سبق ومع التأكيد مرة أخرى على احترامنا لشخوص جميع المرشحين ولكن إذا كان أحدهم لم يستطع التعامل مع الأزمة الحالية ولو بهدف الاستفادة منها في حملته الانتخابية، فكيف له أن يتعامل معها على أرض الواقع أو بالأدق على أرض المعركة ومن ثم نعود إلى مقولة الإعلامى عمرو اديب أن الانتخابات الرئاسية بالفعل محسومة.
ولعل الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى كان أكثر استباقية للأحداث وأكثر جرأة كعادته حيث خرج علينا حتى قبل اندلاع الأزمة في غزة ليؤكد أنه من الأحرى تأجيل الانتخابات الرئاسية حتى يصبح لدينا كوادر تحظى بشعبية أو شهرة تقترب من الرئيس الحالى، وبأسلوبه الساخر المعتاد قال نصا ( فيه كام واحد في شارع بولس حنا إللى فيه مقر حزب الوفد يعرفوا الدكتور يمامة رئيس الحزب) وقس على ذلك زهران وعمر، لا أحد يعرفهم، أما هؤلاء فلم يحاول أحدهم الاستفادة من الأحداث الحالية لتقديم رؤيته بشكل واضح للمواطنين الناخبين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
