مساحة إعلانية
كتاب 50 لقطة ميتا فيرسية
السهل الممتنع للمتعة والخوف
●● الكاتب يكتب ونحن نقرأ ولنا التأويل.
●● لست من هواة حضور معرض القاهرة الدولي للكتاب مع إيماني العميق أنه العرس الثقافي الأول في مصر بل والوطن العربي والرغبة التي تولدت لدي في عدم الذهاب للمعرض جاءت من كثرة دور النشر وعدم الانتقائية في نشر الكتب التي للأسف كثير منها أصبح لمن يستطيع الطباعة مادياً وليس من يمتلك الفكر والفكرة.
●● العام الماضي ذهبت من أجل حضور ندوة لكتاب «إعلام المؤثرين» للزميلة جيرمين عامر واقتصر حضوري علي شراء بعض كتب الأصدقاء الذين أثق بهم وأثق في كتاباتهم وحين كنت أحضر ندوة جيرمين عامر كان يرتسم أمامي الكتاب الثاني لجيرمين عامر فما حدث في الندوة الأولي أصاب جيرمين عامر بفيرس الإبداع وهي إصابة أشفق عليها منها.
●● لقد أصيبت جيرمين بحرفة الكتابة وهو المرض المحبب لصاحبه وقد يثير القلق لمن حولها فهي الآن في البداية تجلس علي مكتبها في وقت ما مع كوب النسكافية وتبلور الفكرة، ولكن في الكتاب الثالث ستجدها لا تستطيع التنظيم وستكون منشغلة بأمر جلل فتتركه وتبدأ في كتابة الفكرة الجديدة التي طرأت علي عقلها مما سيثير القلق لمن حولها.
●● كتاب جيرمين عامر 50 لقطة ميتا فيرسية هو النقلة الحقيقية للكاتبة فالكتاب الأول كان يسيطر عليه الفكر العلمي البحت مع جهد خارق للتبسيط أما هذا الكتاب فقد جمع فنون الإبداع والمقال وبأسلوب مبسط لا يخل بالمعلومة العلمية.
●● لقد قرأت كتاب 50 لقطة ميتافيرسية مرتين مرة حباً ومرة وعياً.. استمتعت في المرتين ولكن المرة الأولي اختلفت عن الثانية فقراءتي الثانية أرعبتني من المستقبل.. نعم لقد قرأت الكتاب وأنا عقلي مشتت.. ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة في ظل التطور المرعب لكل ما حولنا بينما نحن عبيد لهم نتلقي دون أن نسأل.. أي نكتب ما يملي علينا من حكام العالم.
●● الكتاب الأول جعلني أفكر واتخذ قرار إنشاء موقع «منبر التحرير» أما الكتاب الثاني فقد أطار النوم في عيني.. لأن السؤال كان يلح عليَّ أين نحن وإلي أين نتجه.. لقد شعرت بأن الإنسان العربي إذا لم يستمع للصرخات القادمة من المتخصصين سيسير إلي الهاوية.
●● المقالات المنفصلة المتصلة في كتاب جيرمين عامر هي صرخة للقادم حتي لو غلفتها بكلمات ساخرة وتصورات خيالية ولكن كل ما نحياه في ظل تكنولوجيا مرعبة الآن بدأ بالخيال والسخرية.
●● أنا متأكد أن أي قارئ لكتاب 50 لقطة ميتا فيرسية لجيرمين عامر سيستمتع في كل الأحوال فهو يصلح لمن هم في عمر السادسة عشر وأيضاً لمن تخطي الثمانين وما بين العمرين كل عمر سيأخذه علي محمل مختلف فهناك من سيقرأ الكتاب ويحول مساره وهناك من هو مثلي علي أعتاب الستين سيصاب بالرعب علي أولاده.
وأسرته ولا أبالغ أن قلت علي الإنسانية.
●● حاولت جيرمين عامر أن تخفف رعب المستقبل، ولكن ما بين السطور مرعب بالفعل والقادم إذا لم ننتبه سيعود بنا إلي العصور البدائية وفي أحسن الأحوال إلي العصور الوسطي.
●● أهمس لجيرمين عامر إن كان لي حق الهمس.. الـ 50 لقطة ميتافيرسية مشروع لخمسين كتاب منفصلين وهو مشروع ضخم يحتاج إلي جهد خارق وأقول جهد خارق لأنها تعمل في كيان اقتصادي ضخم وترعي أسرتها علي أكمل وجه وتذاكر لابنها مهما حصل علي دروس خصوصية ووسط كل هذه المشاغل تستمع للموسيقي وتبحث وتكتب وتظن أن الحياة ستريحها قليلاً في وقت ما ولكن ما سيحدث أن الحياة ستزداد صعوبة مع الإصابة بداء الكتابة.
●● أثق أن جيرمين عامر بعد الكتاب الأول غير جيرمين عامر بعد الكتاب الثاني ففي الكتاب الأول كانت فرحة البدايات أما في الكتاب الثاني ففيها الخوف والترقب عما ستقدمه غداً وكيف تحافظ علي النجاح فكما يقولون الوصول للقمة سهل ولكن الحفاظ علي القمة صعب.
●● الكتاب الأول طرح باللغة العربية والإنجليزية كمادة علمية أما الكتاب الثاني 50 لقطة ميتا فيرسية فقد طرح للجميع وبإبداع وبلغة غاية في الصعوبة وهي لغة السهل الممتنع.
●● لقد أهديت نسخة من الكتاب للأديب نبيل بقطر لقراءته وفوجئت به يقول لي: نحن أموات من قرون وسنزداد موتاً إذا لم ننتبه للقادم وهو تلخيص حقيقي للكتاب فإما أن نكون أولا نكون.
●● لقد أهديت الكتاب لصديقي الأديب لسببين أنه دودة قراءة وثانيهما إنني صديق لجيرمين عامر وأردت من يقول رأيه بحيادية بعيداً عن أي مؤثرات صداقة وراهنت نفسي وكسبت الرهان أن رأيي في جيرمين عامر وكتابها لم يتأثر بالمعرفة أو بالصداقة الأسرية فما أصعب أن تكتب عن شخص ينجز عملاً وتكون تعرفه هو وأسرته ولكن صديقي الأديب نبيل بقطر أثبت لي إنني لم أجاملها في حرف واحد مما كتبت.
●● الخبر الذي أسعدني أن كتاب 50 لقطة ميتا فيرسية لم يكتب بالإنجليزية ولكن طبع أيضاً بلغة برايل وهذا معناه أن الكاتبة تريد دمج هؤلاء داخل العالم الجديد الذين لا يعرفون عنه شيء وهذا أفضل كثيراً من مخاطبة الآخر بالإنجليزية.
لقد تم إهداء الكتاب لأكثر من مكتبة وعلي رأسهم مكتبة الإسكندرية وهذا إنجاز لمن يعرف من المتخصصين ضخم ورائع.
●● أتمني أن تقوم دار نشر الكاتب العربي الاتفاق مع المؤلفة بإهداء الكتاب لأكبر قدر من المكتبات العامة في الجامعات والمدارس وأثق أن جيرمين عامر لا ولن تمانع.
●● وإحقاقاً للحق أحيي دار النشر دار الكاتب العربي علي الكتاب الثاني فقد جاء مختلفاً بنسبة 90٪ عن الكتاب الأول جودة وإخراجاً ونوعية القطع والورق.
●● أخيراً لقد حضرت الندوة للكاتبة جيرمين عامر يوم 30 يناير ولم أكتب إلا اليوم وأسبابي أن الكتاب يستحق أكثر من خبر علي موقع فهو إن كان متعة في القراءة إلا أنه رسالة تحذير من القادم لذا أردت أن ينشر مقالي بعيداً عن زحام الخبر ليدخل في دائرة التحليل.
●● خلاصة الكتاب أن هناك أسياد وعبيد ونحن العرب مصنفين في خانة العبيد فهل يكون الكتاب بداية للحاق بالأسياد؟
eshak_rawhe@yahoo.com