مساحة إعلانية
بشرى أبو شرار / فلسطين
أغيب في ردهات العتمة ورحلة الغياب في كل ليلة , قبل أن يعانقني ضوء الصباح ينبض قلبي , أبحث عن أمي , أرفع رأسي من على وسادتي أسأل " أين هي ؟!.. " أين ذهبت أمي , كانت هنا , أزيح وسادتي , أركنها على حافة سريري , أريح رأسي على حوافه الخشبية وسؤال يسكن روحي " أين ذهبت ... أين ذهبت أمي ؟!.. " هاتفي النقال يمر به نور , أعرف أنها رسالة وصلت لتوها , أفتح هاتفي , يصلني صوت " مي " تريد أن تقول لي ما رأته في حلم سكن اليها , عبر رسالتها الصوتية تناثرت بقايا صور " كنت أنا وأختي " رنيه " التي رحلت عنا منذ زمن , أقف أنا وهي بباب دارنا حيث " غزة " الحبيبة , أحدثها أنك قلت لي أن بيتكم تم تدميره , ومكتب والدك , ما أدهشني أنني أرى كل ما حولي كما هو , لا شيء تهدم في المكان , عبرت إلى بيتنا أنا ورنيه , وبعد قليل قلت لها أنا مثقلة بالهم أحتاج لأن أذهب إلى بيت " بشرى " أقمت طولي ومضيت حيث داركم , لم أمش خطوات كعادتي لأصل اليك , بل قطعت مسافات طويلة حتى وصلت إلى بيتكم والذي هو في الحقيقة يبعد عن بيتنا أمتار , حين وصلت اليكم لم أجد بوابة بيتكم الحديدية لم تظهر لي أسوار تحوط داركم , رأيتك من البعد تجلسين بجوار والدتك , لا يظهر منك سوى ظهرك , وجهك يعانق فضاء الكون ، كنت تبكي , والدتك ابتسمت لي , كان في يدها طفل صغير , أجلستني الى جوارها وهي تربت على كتفي , وأنت لم تتوقفي عن البكاء , كنت غارقة في حزن أخذك في البعد البعيد ... ما أن أفقت من حلمي حتى وصل الينا خبر تدمير بيتنا وتجريف بيتكم , لم يبقوا على الأخضر , الأخضر تم اغتياله وأنا لم يتبق لي إلا بقايا من ضوء الصبح ونسمات من روح أمي تهدهد وجعي ... , أعانق نور الصبح أبحث عنها " أين أمي ؟!... أين أمي ؟!!.. "