مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

أ.د.سماح عيد وكيل معهد بحوث الصحة الحيوانية في حوار شامل عن دور الطب البيطري في التنمية

2024-03-28 08:08:41 -  تحديث:  2024-03-28 08:17:09 - 
أ.د.سماح عيد وكيل معهد بحوث الصحة الحيوانية في حوار شامل عن دور الطب البيطري في التنمية
أ.د.سماح عيد
منبر

•البحث العلمي من أولويات القيادة السياسية والمرحلة القادمة تشهد الأرتقاء بالمنظومة البحثية


•المؤسسات العلمية المصرية تتقلد منزلة الصدارة الدولية

حوار : مرتضي العمده
هناك أشخاص ان شئت فقل هم الحياة بل شريان المياه الذي بدونه تموت البشرية هؤلاء يعملون في صمت بعيدا عن عالم الشهرة والاضواء التي هم في الاصل أهلا لها لما يقدمونه من خدمات وإنجازات لخدمة البشرية جمعاء القريب والبعيد الحبيب والعدو يعكفون داخل المعامل يبحثون ويظلون سنوات للتوصل الي مايفيد مجتمعاتهم بل يتخطي الي خارج الحدود علي حساب انفسهم وأسرهم ... متعتهم الحقيقية عندما تحقق ابحاثهم وتجاربهم إنجازات في وقتها ينسون تعب وسهر الليالي  لأن لديهم إرادة فولاذية وهدف رسموه لأنفسهم هوالنجاح ثم النجاح ثم النجاح .
حصلنا من وزارة الزراعة علي أكثر من عشرة سيدات مصريات شغلهن الشاغل العلم والبحث العلمي وقررنا أن نعرف القارئ المصري والعربي بل والعالمي بهن ونسألهن ونكتب سيرتهن ونعلم ما حال العلم في قطاع الزراعة المصرية ومن بينهن ا.د./ سماح عيد وكيل معهد بحوث الصحة الحيوانية ، مركز البحوث الزراعية  وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي .كان لـ "منبر التحرير" الحوار التالي التي أجابت فيه عن ما يخص قطاع الثروة الحيوانية والداجنة والاسماك.فإلي الحوار:

•بداية كيف كان مشوار الرحلة مع البحث العلمي؟
••حصلت على بكالوريوس  العلوم الطبية البيطرية عام 1994 وكنت والحمد لله من أوائل دفعتي بكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق ، حصلت على دبلوم الميكروبيولوجيا بتقدير جيد جداً عام 1998 ، ثم ماجستيرالبكتريولوجيا عام 2003 ، ثم الدكتوراة عام 2008.ثم حصلت أيضاً على دبلوم إدارة الجودة الشاملة Total Quality  Management من الجامعة الأمريكية بالقاهرة  عام2009 .
وحرصت على تعلم مهارات الرخصة الدولية للكومبيوتر  ICDL عام 2009 ، وعلى إتقان اللغة الأنجليزية واللغة الفرنسية .
أيضا حصلت على العديد من الدورات التدريبية العلمية والفنية المتخصصة، وكذلك دورات عالية المستوى في التواصل الإعلامي ، التنمية المستدامة ، دبلومة إعداد قيادات المرأة العربية للعمل بالمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.
الحمد لله تنقلت بين المواقع الأدارية بداية بمدير للمعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الأنتاج الداجني بالشرقية عام 2010 -2015 مدير الجودة للمعمل المرجعي للرقابة على الأنتاج الداجني ومعامله الفرعية من 2013-2015 مدير الجودة للمعامل الفرعية لمعهد بحوث الصحة الحيوانية 2010-2013 مساعد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية ومدير مكتب نائب الوزير من 2017 وحتى صدور قرار معالي الوزير بتكليفي وكيل للمعهد في فبراير 2020. عملت كخبير ومنسق قومي بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بوحدة مكافحة الأمراض العابرة للحدود الأكتاد ، وكذلك منسق قومي بالجمعية الأمريكية للمايكروبيولوجي ، مستشار بالمجلس الوطني للأعتماد (ايجاك).

•صناعة الدواجن المصرية تتصف بالمرونة والقدرة علي تجاوز الازمات

•وماذا عن شهادات التكريم ؟
••حصلت علي الطبيب البيطري المثالي عام 2008 من نقابة الأطباء البيطريين بالشرقية.وكذلك الحصول على درع أفضل معمل فرعي  للمعمل المرجعي بالشرقية بالمؤتمر الدولي للمعامل الفرعية 2012.كما تم اختياري أحد النماذج النسائية البارزة بوزارة الزراعة مارس 2023


•وأهم الإنجازات؟
••مسئول ومنسق منظومة الإستثمار والشباك الواحد بوزارة الزراعة والمسئول عن تخطيط المواقع بالمناطق الصحراوية لإقامة مشروعات الإنتاج الداجني ، مسئول ملف الثروة الداجنة بمكتب نائب وزير الزراعة ومنسق الحملة القومية للتوعية وتغيير السلوك "البرنامج القومي للتوعية للحد من التعرض لأنفلوانزا الطيور، 2015 بالتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة الفاو ووزارة الزراعة" 
استشاري ومنسق قومي لمشروع التوعية بممارسات التربية الآمنة للطيور بالتعاون بين وزارة الزراعة والجمعية الأمريكية للميكروبيولوجي.
منح الإعتماد الدولي في المواصفة القياسية الدولية 17025 للمعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني بالشرقية خلال 2010-2015. 
استعادة منح الإعتماد للمعامل الفرعية للمعمل المرجعي، ورفع تعليق الإعتماد في سابقة بتاريخ المجلس الوطني للإعتماد، 2013.
الحصول على الإعتماد الدولي في المواصفة القياسية الدولية 17025 للمعمل المرجعي الرئيسي، ومعامله الفرعية ومعهد بحوث الصحة الحيوانية ومعامله الفرعية منذ 2010 وحتى تاريخه.

•الحصول علي الاعتماد الدولي في المواصفات القياسية للمعمل الرئيسي وفروعه

•كيف ترين البحث العلمي في مصر الآن؟
••حاليا البحث العلمي يأتي على أولويات اهتمام القيادة السياسية حيث شملت الأهداف الإستراتيجية لرؤية مصر 2030 الصادرة في 2015 والمعاد تحديثها واصدارها في 2022 التشجيع على البحث العلمي والإبتكار كأحد الأهداف الإستراتيجية وأحد ممكنات تحقيق الأهداف الإستراتيجية بل وتم تعزيز تحقيق تلك الأهداف  بالخطة القومية للتنمية الإقتصادية والإجتماعية  لعام 2023-2024 حيث حددت المستهدفات زيادة الإنفاق على البحث العلمي بالقطاع الزراعي ودفع منظومة التنمية المستدامة بالبحث العلمي بالقطاع الزراعي و قطاعات الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة والتحسين الوراثي وجذب مزيد من الإستثمارات لتحديث القطاع الزراعي بجميع أنشطتة وهيئاته ضمن أولويات الخطط  نظرا لإيمان القيادة السياسية بأهمية البحث العلمي بالقطاع الزراعي كوسيلة تحقيق الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل والحد من الفقر والبطالة .
وأؤمن أن المرحلة القادمة ستشهد مزيد من الدعم للبحث العلمي ومزيد من تنسيق الجهود للأرتقاء بالمنظومة البحثية وتعزيزها وزيادة التنسيق وتعزيز الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص والمربيين بكل فئاتهم لتقديم حلول ومواجهة التحديات لتحقيق مزيد من التنمية  

•نحقق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والاسماك والبيض


• ما المشروع الذي أنتجه تخصصكم ورفع الإنتاح أو كان نقلة نوعية في التخصص؟
••من أهم أولويات مسئوليات المعهد حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية والفصيلة الخيلية  من الأمراض الفيروسية والوبائية و الأمراض العابرة للحدود والتي قد تشكل تهديدا على الثروة الحيوانية والداجنة القومية ، وكذلك عزل وتوفير العترات الفيروسية والبكتيرية كأساس لصناعة اللقاحات الوطنية للحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة القومية وحمايتها من الأمراض الوبائية واستخدامها في حملات التحصين .
ونحرص على استمرارالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية لعمل برامج التقصي للأمراض السيادية للوقوف على الوضع الوبائي بقطاعات الثروة الحيوانية والداجنة والفصيلة الخيلية والعمل على استقراره  والحد من انتشار الأمراض الوبائية مثل انفلوانزا الطيور ،الحمى القلاعية،الجلد العقدي ..
وتستمر معاملنا بالموانيء البحرية بالإسكندرية ودمياط وببورسعيد والموانيء الجوية بمطار القاهرة الدولي والمعابر البرية بالحدود الجنوبية بأسوان والحدود الغربية بمطروح في الفحص المعملي للواردات من الحيوانات والأغذية ذات الأصل الحيواني والمستلزمات والمعدات والأدوية البيطرية للتأكد من خلوها من الامراض الوبائية وصلاحيتها والعبور داخل البلاد
كما يتم فحص الأغذية ذات الأصل الحيواني للتأكد من صلاحيتها للإستهلاك بالسوق المحلي وكذلك الأغذية المعدة للتصدير والأغذية الواردة
ونفخر أن باحثينا بالمعامل الفرعية البالغة 38 معمل فرعي بجميع محافظات مصر عاكفين على توفير الخدمات المعملية والتوعية والتلاحم مع المربيين بالقطاع الريفي 
وقد كلل الله تعالى جهود الباحثين بالمعهد في اعتماد المنظمة العالمية لصحة الحيوان من اعتماد  المعمل المرجعي للبروسيلا والمعمل المرجعي لإنفلوانزا الطيور كمعامل مرجعية دولية بأفريقيا لتتقلد  المؤسسات العلمية المصرية منزلة الصدارة الدولية التي تستحقها 


•ما أحلامكم لخريطة البحث العلمي خلال السنوات الخمس المقبلة؟
••أتمنى أن يوفق الله الباحثين بجميع المعاهد البحثية من تعزيز التعاون مع اتحادات وجمعيات المربين وتقديم حلول عملية لما تواجهه قطاعات الثروة الحيوانية والداجنة من تحديات وايجاد بدائل مصرية للإحتياجات من مدخلات الإنتاج التي يتم استيرادها لتعميق المنتج المحلي والعمل على توطين الصناعات ذات الصلة وتحقيق مزيد من معدلات الإكتفاء الذاتي ودعم الصادرات الزراعية . كما أؤمن بأهمية استمرار الجهود وتشجيع الباحثين للقيام ببحوث تطبيقية تقدم حلولا فعلية قابلة للتطبيق للإرتقاء بالقطاع الزراعي وكذلك لزيادة معدلات النشر الدولي بالدوريات العالمية المتميزة وتشجيع الباحثين على الإبتكار والإبداع 
•كيف حال سلالاتنا خاصة أن بعض الأصناف مثل الغنم أصبحت ليست محل ثقة؟
••تمتاز السلالات المصرية من الجاموس المصري والأغنام وكذلك الدجاج بمقاومتها العالية للأمراض وقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية المصرية والأداء الإنتاجي المناسب للظروف الإنتاجية لدى صغار المربيين والذين يمثلون حوالي 70-75% من الإنتاج ويعد الإهتمام بتقديم الرعاية البيطرية والتوعية وتقديم الدعم الفني والرعائي والمادي ذو بعد اقتصادي واجتماعي وبيئى هام للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل ومصادر للدخل لصغار المربين والحفاظ على البيئة والحد من التلوث وانتشار الأمراض ولذا كان الإهتمام من وزارة الزراعة بالتحسين الوراثي للثروة الحيوانية وكذلك مشروع البتلو من أهم الجهود المبذولة من وزارة الزراعة لدعم المربي الصغير وزيادة الإتاحة من اللحوم
•هل لدينا أزمة في كثافة الإنتاج الحيواني؟
••لدينا مزايا نسبية في انتاج الدواجن وكذلك الأسماك ونفخر بوجود صناعة دواجن يبلغ انتاجها مليار ونصف مليار طائر تسمين في العام لنحقق معدل اكتفاء ذاتي يصل الى 97%  ونحقق الإكتفاء الذاتي من بيض المائدة ويبلغ انتاجنا حوالي 13-14 مليار بيضة في العام  .هذا بالإضافة الى مايقرب من 350 مليون طائر بالقطاع الريفي ويعمل بالصناعة حوالي 3 ملايين من الأيدي العاملة المباشرة وغير المباشرة ، كما ان الدواجن قليلة استهلاك المياه وبالتالي تتناسب مع الإستغلال الكفء للموارد المائية فصناعة الدواجن المصرية تتصف بالمرونة والقدرة على تجاوز الأزمات مثلما حدث وتخطت الصناعة أزمة انفلوانزا الطيور من قبل وكما نجحنا  والحمد لله عام 2020 في استعادة فتح الأسواق للتصدير  امام الأنتاج الداجني باعتماد المنظمة العالمية لصحة الحيوان المنشآت الخالية من انفلوانزا الطيور بما استعاد آفاق التصدير وتم ادراج مزارع من كل قطاعات الإنتاج جدود وامهات ومزارع تسمين وكذلك مجازر بالمنظومة لنصل منذ 2020 وحتى الآن لأكثر من 50 منشأة معتمدة ومسموح لها بالتصدير
وبالنسبة للأسماك فاننا ننتج مايقرب من 2.5 مليون طن في العام ونحقق حوالي 96-97% من الإكتفاء الذاتي  وتتميز الأسماك انها تستخدم المياه ولا تستهلكها وتتمتع مصر بميزة عظيمة ومتنوعة  في انتاج الأسماك نظرا للشواطيء الممتدة والبحيرات الشمالية ونهر النيل وفروعه
ويستوعب القطاعين بالإنتاج الداجني والأسماك مزيد من التوسعات والإستثمارات وزيادة حجم الإنتاج ويعدوا بمزيد من النجاحات المستقبلية

•نصيحتي للمربين التأمين علي ماشيتهم وإتباع إجراءات الأمن الحيوي


•نريد روشتة أو خريطة عمل للمربين وللفلاحين في الصعيد؟
••الفلاحين والمربين من أهالينا بالصعيد والوجه البحري وكل ريف مصر على رأسنا ونعمل من أجلهم . لأن اياديهم ممتدة بالخير والغذاء للمصريين .
أحب ان اهمس في أذن أهلنا من المربين وأؤكد لهم الطب البيطري في خدمتكم نحن جميعا نعمل لخدمتكم ومساعدتكم فلا تترددوا في طلب الخدمة من معامل صحة الحيوان والوحدات البيطرية والمديريات واتحدث هنا بلسان كل زملائي بالمعامل والوحدات لأننا منظومة واحدة تعمل بتفان لخدمة أاهالينا من المربين .

وانصح المربين بالتأمين على ماشيتهم وبترقيمها وتسجيلها واتباع اجراءات الأمن الحيوي والممارسات المزرعية الجيدة من النظافة المستمرة وعزل الحيوان المريض ومكافحة القوارض  بتغطية الصرف والطيور البرية بوضع سلك على الشبابيك للحظائر  وتدوير المخلفات ومعالجتها قبل استخدامها كأسمدة لتعظيم الأستفادة من مخلفات التربية والحد من نقل الأمراض بالمعالجة قبل إعادة أستخدامها كسماد . ادعوالمربين للمشاركة بحملات التحصين في مواعيدها والإستفسار من الوحدات والمعامل عن طرق الرعاية والتغذية السليمة والإستفادة من المخلفات الزراعية . أدعوهم كذلك للجوء في حالة ظهور أعراض مرضية لا قدر الله لأقرب وحدة بيطرية او معمل صحة حيوان نحن نعمل لخدمتكم فاسمحوا لنا بتقديم العون ،أرجو كذلك من المربين شراء حيواناتهم وطيورهم والأدوية والأعلاف من مصادر موثوق منها والتخزين الجيد للأعلاف بعيدا عن القوارض والطيور البرية والحفاظ عليها من الرطوبة.


•"٥٠"منشأة مصرية معتمدة مسموح لها بالتصدير


• وكيف ترين تراجع دور الطبيب البيطري حاليًا.. وهل هذا جزء من الأزمة؟
••الأطباء البيطريين بالقطاع الحكومي وغيرهم من الزملاء بالقطاع الخاص في تلاحم وتواصل عالي مع المربين وعلى العكس أجد زملائي من الأطباء البيطريين ممن يقدمون الخدمات الحقلية يعملون بتفان وإخلاص ويظهر ذلك من النماذج الرائعة للزملاء ممن يعملون بظروف عمل ليست بالسهلة وتجد من يسير حاملا أدواته للتحصين والعلاج  لكيلومترات وسط الزراعات وآخر يستخدم قارب صغير للوصول لقرية أو نجع نائي لحرصه على تقديم الخدمة البيطرية ومن يعملون بالمجازر حتى أيام الأعياد بلا إجازات أو راحات ، وزملائي ممن ينتشروا بالقرى لتقديم العلاج والتوعية البيطرية ولا أرى أزمة ولكن أرى تحديات عمل تحتاج رغم الجهود المبذولة للمزيد ولا تنسى ان توزيع ملكية رؤوس الثروة الحيوانية بين صغار المربين وانتشار العنابر والمزارع الصغيرة في كل ربوع مصر يجعل من تعقيد هيكل الإنتاج تحدي ليس بالسهل أمام الوصول وتوفير الخدمات لكل وجميع المربين ، كل هذا على كاهل الطبيب البيطري الذي يبذل كل الجهد للتغلب على ذلك التحدي وبالنهاية فان المشاركة الفاعلة والثقة ولجوء المربين للوحدات والمعامل الفرعية أعتبره الوجه الآخر من العملة اللازمة لتعزيز وتيسير وصول الخدمة البيطرية

مساحة إعلانية