مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

هوادِجُ الوداع ... شعر إيمان العطيفي

2025-10-24 20:51:43 - 
هوادِجُ الوداع ... شعر  إيمان العطيفي
إيمان العطيفي

الشمسُ في كبدِ السماءِ تَسَمَّرَتْ

والجدولُ الزمنيُّ أَغلَقَ جُعبتَهُ

لا الليلُ ليلٌ، لا النهارُ نهارُ

أنا إنْ رَمَيْتُ إذا رَمَيْتُ رُوحي

في قلبِ نيلٍ، أذلكَ انتحارُ؟

الفِديةُ المُهداةُ للنهرِ عروسٌ

يَنتَقونَها باقتدارْ

في هودجِ الموتِ المُزخرفِ يحملونَها،

زفَّةً شعبيّةً تضمُّ في رقصاتِها

بعضَ التوجُّعِ والتمنّي والفخارْ

أنا بنتُ آمونَ وحورٍ،

كيفَ أحيا والسنينُ عِجافُ؟

كيفَ أضحكُ والحياةُ دمارُ؟

آواهُ من زيفِ المشاعرِ،

أيَّ فرحٍ يدّعونْ؟

وأيَّ قربانٍ لحِضنِ الموتِ يُلقى،

فتَنبتُ الأرضُ ويزدهرُ الخِضارْ!

أنا لا أخافُ الموتَ إنْ

كانت حياتي سرَّ مفتاحِ الحياةْ

أنا لا أخافُ الموتَ إنْ كانَ بروحي

يستمدُّ الظلُّ أذرُعَهُ، وينتحرُ القَفارْ

 أنا ما سَألتُ اللهَ أن يُعطيني يومًا

غيرَ قوتي والكفافْ

لكنْ مُحتومٌ على قلبي المعنّى

الارتجافْ

ووصيّتي اليومَ إليكَ قبلَ حتفي:

أنْ تَعِدَني أنني إنْ مُتُّ،

أرى نَعشي على كَتفِكْ،

تؤمُّ صلاةَ توديعي، وتودّعني بداخلِ قبريَ كفُّكْ

عِدْني أنني إنْ مُتُّ،

لا يأتيني في قبري سوى صوتُكْ

عِدْني أنني إنْ مُتُّ،

لا أرى من عالمِ الأحياءِ وجهًا يبكيني

سوى وجهِكْ

عِدْني أنني إنْ مُتُّ،

يومَ الحشرِ تَطلُبُني من الرحمنِ جائزةً،

تُسبّحُ خالقَ الملكوتِ،

وقلبي سائرٌ خلفَكْ

مساحة إعلانية