مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

همت مصطفى وحوار مع مبدع إنسان مع الكاتبة نجلاء عزت

2025-03-14 00:53:03 - 
همت مصطفى وحوار مع مبدع إنسان  مع الكاتبة نجلاء عزت
حوار مع مبدع انسان

مقدمة الحوار

في رحلتنا مع الإبداع والإنسانية، نقف اليوم أمام تجربة أدبية متميزة تحمل بصمة خاصة في عالم الشعر والقصة. ضيفتنا ليست مجرد شاعرة وكاتبة، بل روح متفردة تنبض بالكلمة الصادقة والإحساس العميق. استطاعت أن تحفر اسمها في المشهد الأدبي بقوة، حاصدة العديد من الجوائز والتكريمات، وملامسة قلوب القراء بما تكتبه من نصوص تحمل نبض الحياة بوجعها وأملها.

إنها نجلاء عزت علي، المعروفة بلقب "الأم لولو"، صاحبة دواوين "دوبامين"، "ضلع ناقص"، و"فيها إنِّ"، والتي أثرت الساحة الأدبية بقصائدها العميقة، ومواقفها التي تنبع من إنسانيتها قبل قلمها. في هذا الحوار، نغوص معها في تفاصيل رحلتها الأدبية والإنسانية، ونسألها عن مصادر إلهامها، وتأثير تجاربها الشخصية على كتاباتها.

البداية الأدبية والتجربة الشعرية

* متى بدأت علاقتكِ بالشعر والكتابة؟ وما الذي دفعكِ للاستمرار في هذا الطريق؟

** بدأ الشعر يتسلل لأعماق روحي من خلال والدي عليه رحمة الله فقد كان كاتباً للقصة وقارضا للشعر ، وكانت دواوين الشعر تتناثر في جوانب غرفته؛ فنما لدي حب القراءة .ثم حدث لي حادث مؤلم حيث توفت صديقة الطفولة فكتبت أرثيها بكلمات تشبه الشعر ، ومن بعدها شجعني والدي على الكتابة وكانت أمي رحمها الله دائمة الثناء على كل ما اكتب .

*ماذا يمثل لكِ الشعر؟ هل هو مجرد تعبير أدبي أم وسيلة لمقاومة الواقع؟

** سؤال عميق وصعب ويحتاج الكثير للإجابة عنه:

 الشعر بالنسبة لي ليس مجرد تعبير أدبي، بل هو لغة الروح، ومرآة تعكس أعمق المشاعر والأفكار. إنه وسيلة للتواصل مع الذات ومع العالم من حولنا، وأداة قوية للتعبير عن الجمال والحق والخير.

الشعر يتجاوز حدود الكلمات، ليلامس شغاف القلوب ويوقظ الأحاسيس.

أرى في الشعر أيضًا وسيلة لمقاومة الواقع، ليس بالمعنى المباشر للمواجهة، بل بمعنى التعبير عن الرفض والتوق إلى عالم أفضل.

الشعر هو القدرة على خلق واقع بديل، واقع يتجاوز حدود الممكن والمألوف، ويفتح آفاقًا جديدة للخيال والإبداع. إنه دعوة للتأمل والتفكير، وفرصة للتعبير عن الذات بكل حرية وصدق.

في الشعر أجد ملاذًا من صخب الحياة، ومساحة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار اتواصل به مع ذاتي ومع الآخرين ..

الشعر حياة يجمع الواقع والخيال بأسلوب ساحر خص به الله المبدع فشكرا لله على هذه الموهبة العظيمة.

* حصلتِ على جوائز مرموقة في شعر العامية، كيف أثرت هذه التكريمات على مسيرتك الأدبية؟

**أي إنسان يحتاج لتقدير الذات ؛ والشاعر يدفعه التقدير لمزيد من الإبداع ، ويضع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على مستواه  وتطويره  ، وهو ما أحرص عليه وأدعو الله التوفيق .

* ديوانك "فيها إنِّ" يحمل عنوانًا لافتًا، هل تحبين اختيار عناوين تحمل دلالات غامضة؟ وما سر هذا العنوان؟

** نعم أحب التدقيق في اختيار أسماء الدواوين ؛ واحرص أن يكون عنواناً مميزاً .

دىواني الأول بعنوان دوبامين والثاني ضلع ناقص والثالث فيها إنِّ وكان اختياره لوجود قصيدة بنفس العنوان وأنا أدعوكم لقرأتها لمعرفة الإنَّ ☺️

* هل هناك قصيدة كتبتِها وشعرتِ أنها نقطة تحول في مسيرتكِ الشعرية؟

** أحاول كتابة كل أنواع الشعر فصحى ,عامي ,رباعيات, زجل ..ولكن الجديد الذي لم أكن أتصور أن اكتبه هو قصيدة النثر

بسبب الجدل الكثير حولها وأنا نفسي لم أكن مقتنعة بها؛ حتى فرضت نفسها علي ووجدتني أكتبها أو حقيقة هي التي تكتبني!

  بين الأدب والواقع

* قصائدكِ تحمل حسًا ثوريًا وقوة في التعبير عن القضايا الاجتماعية، هل ترين أن للشعر دورًا في التغيير؟

** اتمنى ذلك ! ولكن أظن الكلمة تأثيرها كان أقوى قديمًا ، ومع ذلك لن تتوقف الكلمة مهما تم تقيدها .

فللشعر دور هام في تغيير قضايا المجتمع، فهو ليس مجرد كلمات موزونة وقوافٍ، بل هو أداة قوية للتعبير عن المشاعر والأفكار، والتأثير في الرأي العام، ويمكن للشعر أن يلعب دورًا فعالًا في تغيير قضايا المجتمع ويثير الوعي بالقضايا الهامة، و يشجع الناس على التفكير فيها واتخاذ موقفاً صحيحاً..

وقد عبر الشعر  عن مختلف القضايا على مر الزمن: قضايا الحرية والعدالة وقضايا الفقر والظلم وقضايا الحرب والسلام ..وغيرها

* كيف ترين وضع الشعر العامي اليوم؟ وهل يأخذ حقه مقارنة بالفصحى؟

** يشهد الشعر العامي اليوم حالة من الازدهار والتنوع، حيث يجد له جمهورًا واسعًا من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الشعر العامي وتسهيل وصوله إلى الجمهور،فظهر جيل جديد من الشعراء العاميين الذين يتميزون بأسلوبهم العفوي والواقعي.

ومع ذلك فالشعر العامي يواجه بعض التحديات، مثل عدم الاعتراف به رسميًا في بعض المؤسسات الثقافية والأدبية، وتفضيل الشعر الفصيح عليه في بعض الأحيان.

 ولكن بشكل عام، يمكن القول أن الشعر العامي يحظى بمكانة مرموقة في المشهد الثقافي اليوم، وأنه يساهم في إثراء الأدب العربي وتنوعه.

أما بالنسبة لسؤالك حول ما إذا كان الشعر العامي يأخذ حقه مقارنة بالفصحى، فالإجابة تعتمد على المعايير التي نستخدمها في التقييم. فإذا كنا نتحدث عن الانتشار والشعبية، فإن الشعر العامي يحظى بشعبية واسعة في العالم العربي. أما إذا كنا نتحدث عن الاعتراف الرسمي والمكانة الأدبية، فإن الشعر الفصيح لا يزال يحظى بمكانة أعلى في بعض الأوساط.

ولكن بشكل عام، يمكن القول إن الشعر العامي يحقق نجاحًا كبيرًا في الوصول إلى الجمهور والتعبير عن الواقع اليومي للناس، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازًا كبيرًا.

 الإبداع الإنساني والشخصي

* تُعرفين بلقب "الأم لولو"، وهو اسم محبب ومميز، فما قصة هذا اللقب؟

** عندما دخلت الفضاء الأزرق أردت أن أجعل لي اسماً مستعاراً يحمل في طياته الوقار فاخترت ( الأم ) ؛ لأنه أجمل نداء يمكن أن اسمعه ، ثم اضفت له اسماً محبباً لي كان جدي ـ عليه رحمة الله ـ يناديني به :( لولو )

ولم أكن أعلم أن هذا اللقب  ( الأم لولو ) سيرتبط بي وسيكون في المستقبل هو اسم الشهرة !

* كيف تؤثر تجاربكِ الشخصية ومواقفكِ الحياتية على كتاباتك؟

** التجارب الشخصية والمواقف الحياتية هي مصدر غني للإلهام والإبداع .

عندما أمر بتجربة أعيش تفاصيلها وإحساسها العميق الذي ينعكس على كتاباتي  لتتحول اللحظات العابرة إلى تجارب دائمة، تتجسد فيها الأفكار المجردة في صور حية بأعمال ارجو أن يحفظها التاريخ .

* عندما تكتبين نصًا يحمل وجعًا، كيف تتعاملين مع هذا الألم؟ وهل الكتابة أحيانًا نوع من العلاج النفسي؟

** عندما أكتب نصًا يحمل وجعًا أسمح للمشاعر بالتدفق بحرية، دون قيود وأستخدم الكتابة كأداة لتصوير الألم بدقة وصدق وأحاول نقل تجربتي للقارئ ليشاركني الشعور.

 أحاول البحث عن المعنى والرسالة الكامنة وراء هذه التجربة المؤلمة.

 وأحول الألم إلى عمل فني يحمل جمالًا وقوة ممزوجاً بالخيال لابتكار صور ومجازات تعبر عن الألم بطرق جديدة.

وكأني اتواصل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة فاخفف من معاناة الآخرين، وامنحهم  ونفسي الأمل.

فكلما حملت الكتابة وجعًا كانت أكثر قوة وتأثيرًا.

نعم الكتابة نوع من العلاج النفسي فهي أداة قوية للتعبير عن المشاعر المكبوتة.

 كما تساعد على فهم الذات والتصالح مع التجارب المؤلمة.

 وتمنح شعورًا بالتحرر والتخفيف من الضغط النفسي.

 وقد تساعد على تنظيم الأفكار والمشاعر ولكنها بالطبع ليست بديلاً للعلاج النفسي.

*ما أكثر نص كتبته وكان قريبًا من قلبكِ، ولماذا؟

** هناك أكثر من نص لكن أقربهم (الغريبة) ، لماذا ؟ لأنه يصف صراع النفس وحيرتها ،في واقع يجمعها بأشخاص لا يفهمونها، وتعجز عن التواصل معهم ، فتفتح أبواباً لتساؤلات تزيدها حيرة ووحدة !

القصة القصيرة والمشاريع القادمة

*لديكِ مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "رسائل مجهولة"، هل ترين أن القصة تحمل نفس القوة التي يمنحها لكِ الشعر؟

** سيندهش القارئ عندما يعلم أن أول جائزة لي لم تكن في الشعر ولكن في القصة القصيرة ! وحقيقة رغم قوة الشعر لكن لدي مشاريع كتابة كثيرة في مجال القصة ، ولكن لا يسعفني الوقت لانجازها ، لأن القصة تحتاج فراغ وتركيز أكبر من الشعر.

*ما الفرق بين إحساسكِ وأنتِ تكتبين الشعر وبين كتابتكِ للقصة؟

** لا أجد فرقا في الإحساس فكلاهما لابد أن أحياه واتقمص دور بطلة القصيدة أو القصة .

* هل تفكرين في تجربة الكتابة الروائية يومًا ما؟

** نعم إن شاء الله .

الجانب الثقافي والمستقبلي

* كيف ترين المشهد الثقافي الحالي؟ وهل يلقى الإبداع الحقيقي الاهتمام الكافي؟

** دائما لا اعمم في إطلاق الأحكام فهناك جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، هناك من يهتم بالابداع الخالص ويشجعه دون الالتفات لنزعات سياسية أو غيرها ، وهناك أنصاف المبدعين من أصحاب النفوذ أو المال من يجمع حوله طائفة للترويج لنشاطه ، وقد يكون بينهم مبدعون حقيقيون للأسف ! يبحثون عن فرصة للظهور ولو على حساب قلمهم ..

لذا انتظر دوراً أكبر لوزارة الثقافة  وكل المهتمين بالأدب لينال الإبداع حظه الواجب من الاهتمام والتقدير .

* هل لديكِ طقوس معينة أثناء الكتابة؟ وأي الأوقات تفضلين للكتابة؟

** في الشعر ليس لي أي طقوس وقد اكتب وأنا في الطريق أو العمل أو حتى أثناء النوم ..

أما القصة فلابد أن أكون متفرغة ومنعزلة عن أي إزعاج  .

* ما النصيحة التي تقدمينها للمواهب الشابة التي تسعى لإثبات نفسها في عالم الأدب؟

** القراءة ثم القراءة ثم القراءة

* ما الجديد الذي تعملين عليه حاليًا؟ وهل هناك مشروع أدبي تحلمين بتحقيقه يومًا ما؟

** لي كتابات عديدة لم أقم بمراجعتها لذا أحاول الآن تنقيحها وجعمها في ملفات ..

وقد شاركت بفضل الله في عمل جماعي ، يضم صحبة من كبار الشعراء في ديوان شعر يحتوي مجموعة سجالات عن قضايا الأسرة والمجتمع بعنوان ( تناتيش ) وهي تجربة جميلة ، أحلم بتكرارها ولكن في عمل ملحمي يحكي قصصا تاريخية يستفيد منها القارئ..

كما أحلم بتوحيد الصالونات الأدبية ، تحت هدف واحد والتآلف والتنظيم  بينهم لرعاية الإبداع وأهله كما يستحقون   

أسئلة  سريعة

* لو لم تكوني كاتبة وشاعرة، ماذا كنتِ تتمنين أن تكوني؟

** مهندسة ديكور

* البحر أم الصحراء؟ الليل أم النهار؟ الكتابة بالقلم أم على الهاتف؟

**البحر، الليل، القلم

* لو كان بإمكانكِ الجلوس مع شخصية أدبية تاريخية واحدة، فمن ستكون ولماذا؟

** الخنساء

لاتعلم منها واسألها عن حال الأدب في وقتها وكيف كان ينظر إليها الناس ويتعاملون معها

تلغراف

* إذا طلبنا منك إرسال "تلغراف" إلى شخص ترك أثرًا طيبًا في حياتك، وكان له دور في تشكيل رحلتك الشعرية أو الإنسانية، لمن ستوجهين الرسالة؟ وماذا ستقولين له؟

** والله هناك كثر أريد أن أوجه لهم رسائل شكر وتقدير

منهم الشاعر محمد فتحي السيد

والمبدع الراحل حسن عمران

والأديب المتألق عبد الستار سليم

وغيرهم ممن كان لهم فضل علي بعد الله سبحانه وتعالى ولكن سأتوجه بالبرقية لأول من كان له فضل وأثر في روحي وكياني بعد ربي المنعم صاحب الفضل والجود ..أمي الحبيبة

شكراً لأنك كنت خير أم وخير نموذج للعطاء والبر والإيمان وخير سند لي 

مساحة إعلانية