مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب:ترامب يهدد تل أبيب..والقرار الإسرائيلي أصبح تحت الوصاية الأمريكية

2025-10-24 05:32:46 - 
هبه حرب تكتب:ترامب يهدد تل أبيب..والقرار الإسرائيلي أصبح تحت الوصاية الأمريكية
هبه حرب

منذ توقيع إتفاق إنهاء الحرب في غزة، وتشهد العلاقة بين واشنطن وتل أبيب توترا ملحوظا، خصوصاً مع تمسك نتنياهو وإئتلافه المتطرف بالحرب في القطاع، رغبة في سفك مزيد من دماء الأبرياء ومزيد من التدمير. 

وما يؤكد ذلك، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد خلالها أنه أوقف الحرب في غزة رغماً عن بي بي "هكذا يحب ترامب أن يلقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، كما أوضح ترامب أنه لو ترك بي بي لـ إستمرت الحرب في القطاع سنوات، كما أضاف أيضاً أنه لولا تدخله لكانت هناك قوى أخرى ستتدخل و توقفه رغماً عنه. 

ولم تقف تصريحات ترامب عند هذا الحد، بل استطرد بحديثه عن أن العالم سئم من هذه الحرب، و بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر الذي أظهر نتنياهو كما لو أنه يريد أن يحارب العالم، وقد كشف ترامب عن أنه أبلغ بي بي أن بلده تستطيع أن تخوض حروب فردية لكنها لن تستطيع أن تواجه العالم، كما لفت انتباهه إلى أن إسرائيل دولة صغيرة جداً إذا ما قورنت بالعالم أجمع، و الجدير ذكره أن ذلك كان خلال مكالمة دارت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيس الوزراء الإسرائيلي ليلة 4 أكتوبر 2025 لإخباره بقرار وقف الحرب. 

وعقب توقيع الإتفاق، ترى جميع الأطراف أن بي بي يريد أن يخل بالإتفاق ويعود إلى الحرب مجدداً، فـ مرة يتزعم عملية وهمية ضد قوات الإحتلال، ويشن غارات مجدداً على القطاع، و أخرى يتزعم أن حماس تتلاعب في تسليم الرفات،و هو ما أثبتت الإدارة الأمريكية إلى جانب جميع الأطراف عدم صحته وهو ما دفع الإدارة الأمريكية  للحرص على تواجد بعض أفرادها في إسرائيل ما بين ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط أو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي أو جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي أو ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي، وذلك لمراقبة القرار الإسرائيلي عن قرب ومنع أي تهور محتمل قد تقوم به الحكومة الإسرائيلية يدفع لإنهيار الإتفاق. 

ووسط هذا وذاك، تم تقديم مقترح للكنيست يناقش ضم الضفة الغربية، وهو الأمر الذي لاقى رفض دولي واسع، بجانب رفض عربي إسلامي قاطع، ووصل للتهديد من دولة الإمارات العربية المتحدة بـ الإنسحاب من إتفاق السلام مع إسرائيل في حالة ضم الضفة الغربية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل خرج جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي خلال تواجده في إسرائيل بـ رد قاسي على الحكومة الإسرائيلية بأن ضم الضفة الغربية لن يتم، كما طالبهم بـ ضرورة المحافظة على إتفاق إنهاء الحرب في غزة، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بصمود هذا الإتفاق.

ولم ينته الرد الأمريكي على التهور الإسرائيلي عند هذا الحد، بل امتد لـ تأكيد من الرئيس ترامب على أنه لن يسمح لـ  إسرائيل بضم الضفة الغربية، و أن هذا سيكلف إسرائيل فقدان الدعم الأمريكي لها، مشيراً إلى أنه أعطى القادة العرب والمسلمين كلمة في هذا الشأن و لن يتراجع عنها. 

ولم يعد هناك شكاً أن التوتر بين واشنطن وتل أبيب وصل إلى ذروته، وما يؤكد ذلك هو تسريب نشرته أكسيوس، تضمن تهديد من ترامب لـ نتنياهو بقصف إسرائيل، في حالة إستمرار الحرب ورفض رؤيته للسلام ، وتعد سابقة هي الأولى من نوعها أن يقوم رئيس أمريكي بالتهديد بقصف الكيان. 

وبين هذا وذاك، يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات، تكشف عن مدى الإحتقان بين إدارته وتل أبيب، حيث أوضح أن مصير مروان البرغوثي في يده ، مشيراً إلى أنه يفكر في إطلاق سراحه لتوفير قيادة يتوافق عليها الفلسطينيين ،مؤكداً أنه سيتخذ قراراً قريباً في هذا الشأن. 

وهذا التصريح يكشف عن أن الإدارة الأمريكية غيرت طريقتها في التعامل مع تل أبيب، فـ بعدما كان التعامل على مستوى الحلفاء، أصبح التعامل أقرب للوصاية على إسرائيل، غير مهتمة بـ الرأي الإسرائيلي. 

وخلال التصريحات أيضاً كشف الرئيس ترامب، عن أن علاقته جيدة جداً مع الرئيس محمود عباس ، مشيراً إلى أنه كان يظن أن الرئيس محمود عباس قادراً على ادارة القطاع ، لكن يبدو أنه ليس كذلك، وهو التصريح الذي يستدعي الإنتباه، حيث يبطن أن الإدارة الأمريكية تميل إلى الموافقة على إقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يمثل تطور كبير في الموقف الأمريكي من هذا الأمر. 

والجدير ذكره أن هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه في هذا الشأن، بل عقب توقيع الرئيس ترامب على إتفاق إنهاء الحرب في غزة خلال قمة شرم الشيخ للسلام، صرح أن هناك الكثير من الدول تتفق مع حل الدولتين الذي يتضمن إقامة دولة فلسطين تضم الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وما وصلت إليه الإدارة الأمريكية، يأتي نتيجة العديد من العوامل، والتي تمثلت في الرفض الدولي الواسع وخصوصاً الأوروبي لحرب الكيان على غزة وما قام به من مجازر في حق الفلسطينيين، بجانب توحيد الموقف العربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية، ورفض الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل، بجانب أن الولايات المتحدة الأمريكية سئمت من الدعم للكيان وسط تهوره المفرط تارة بالحرب على غزة، وأخرى بـ الحرب على إيران و أخرى بالهجوم على قطر، بجانب الاعتداءات المستمرة على لبنان و سوريا، وهو ما يؤكد أن بي بي فقد عقله وأصبح لا يريد سوى الحرب.

مساحة إعلانية