مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

فِطُور الأب - قصة قصيرة

2023-08-06 15:33:11 -  تحديث:  2023-08-06 19:00:02 - 
فِطُور الأب - قصة قصيرة
سارة حسن
منبر

   سارة حسن

        يجلس على أريكته يتحدث إلي الواقف أمامه، يحاول أن يمنعه عمَّا هو قادم على فعله.. يتحدث بصوت مهزوز ومقلتاه تمتلئ بالدموع:

- ستتركني هنا وحدى؟

- سوف أعود بعد أن أبلغ ما أتمني.

_ ماذا عن أخواتك؟

ـــ بل قل ماذا عني أنا؟

أيامًا كثيرة كنت أتمني أن أراك في أعلي المنازل، كنتُ أقول عندما يكبر ولدي سوف يكون بجوارى كتفه بكتفي..ذات يوم أخذتك معى إلي المسجد أعلمك الصلاة وصرتُ أتكئ عليك، وأنظر إلي المارة بتفاخر، وعندما جاء أخواتك من بعدك وتُوفيت والدتك أخبرتك بأنك ستصبح مكانها ومكاني أيضًا؛ ترعاهم وتخاف عليهم، لم يكن في ذهني أنك ستتركنا وترحل، لن أرغمك على شيء، إذا شئت ارحل وإن لم تشأ فأفعل ما تريده أيضًا.

- أبي أنا أعلم ما تقوله وتحاول أن تخبرني به، لكن أنا لدي ما أريد تحقيقه، أنا.... أنا لم أفكر في نفسي كل هذه السنوات التىٰ مرت، ألا يحق لىَّ أن أنعم ببعض الوقت لـحياتي، في سفري تحقيق لأحلام الصغر وأحلام الكبر، أنا أسف لكنى لن أتراجع عما أنوى عليه، سأرحل.

ذهب وترك والده يناجي ربه ويتساءل عمَّا فعله في دنياه ليرحل ابنه ويبتعد عنه، ينظر إلي السماء من نافذة حجرته ويردد:

- "قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي عليَّ حجر"

وذهب لـيخلد إلى النوم.

-أبي .. أبي.

سمع صوتًا بدا خافتًا ثم صار يرتفع شيئًا فشيئًا ويناديه.

فتح عينيه ليقع نظره علي ولده يخبره بأنه تراجع في قراره ولن يذهب إلي أي مكان سيبقى معه وأنه نادم، لم ينم طوال الليل أخذ غرفته ذهابًا وايابًا يفكر في حديثه وأخيرًا قرر عدم الذهاب والبقاء إلي جواره، لكن مهلًا ما هذا لم يبتعد ابنه عن سريره كان قريبًأ منه الآن ...

- بُنى .. بُنى انتظر إلي أين تذهب؟، ما هذا الضجيج ماذا يحدث؟

 ارتفع صوته يتساءل بصوت عالٍ وفجأة استيقظ من نومه على صوت ضجيج عالٍ يأتي من خارج حجرته. خرج إلي صالة بيته وقعت عيناه على تلك حقائب السفر وقد امتلأت بمحتوياتها. توجه ببصره الي الجالسين فبدا علي ملامحهم الحُزن. وجد ابنه يغادر البيت وفي يده حقيبة صغيرة، نظر له ونظر إلي أخواته ثم الي الحقائب.

- اذهب ياولدي، تصل إلي هناك سالمًا.

تركه وعاد الي حجرته لا يفكر في شيء.

 

مساحة إعلانية