مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

فتات روح - قصة قصيرة

2023-08-11 00:19:47 - 
فتات روح - قصة قصيرة
صورة تعبيرية

آلاء عبد الهادي    
إلى هنا انتهى بي الأمر ولماذا أتعجب وأنا اليوم عند الطبيب، وفي الغد أكون في المصحة النفسية قالتها بسخرية. لا أستطيع تذكر اليوم بالتحديد، ولكن أتذكر جيدًا أحداثه حيث صدرت هذه الكلمات بأنين وحزن من إمراه طالت التجاعيد ملامحها، واليوم تجلس على أريكة مخصصة للاسترخاء، تحاوطها أضواء من نوع خاص لدرجه أني استطعت سماع ضربات قلبها دون سماعة طبية. تعجبتُ مما يحدث أمامي، فلم أرَ طوال حياتي شيئًا كهذا، وبدر إلى ذهني سؤال: ماذا يحدث؟ استوقفتني المرأة بجوابها، وكأنها تجيب عن كل ما يدور في عقلي، أظن أنكَ متعجب وتقول في ذهنك ما الذي أصاب هذه المرأة؟ ومهما حدثتُك كثيرًا وأخبرتك بأنني بكامل قواي العقلية لقلتَ: إن جميعهم يقولون هذا في البداية، ولكني اليوم سأفضى عما في قلبي لعلي ارتاح قليلا بدلا من أن أنفجر كقنبلة تدمر ما حولها.
أبعد هذا العمر وتعبي في تربيتهم وقضاء عمري على راحتهم يظنون أنني جننت حقا؟؟!! وبعد هذا العمر لا يعلمون من هي أمهم بل ويتصارعون على الميراث فماذا سيفعلون بعد مماتي ، سينهشون لحوم بعضهم كالذئاب. يتنازعون بلا رأفه ولا احترام، لذلك لم يكن أمامي سوى التمثيل، وأظن ـــ بعد أن أحضروني إلى هناـــ أنني أستحق الأوسكار على هذا التمثيل، يا لسخريه القدر، أأمثل بعد أن بلغت الستين من عمري؟ وأمثِّل على مَنْ؟.. على أولادي فلذة كبدي فأحيانا أقوم بحركات مرضى الصرع فأمثل التشنجات وأحيانا مرضى الهوس لأوقفهم عن نزاعهم في حين أن أحدًا منهم لم يكترث بي، ولم يسألني ولو لمرة واحدة ما بك يا أمي؟ 
 كل مرة يفعلون أفعالهم التي كانت تنزل عليَّ، وكأن هناك من "كب" على رأسي دلوًا من الماء المثلج الذي لا أستطيع تحمله. وبعد كل هذا تأتي لي اليوم أيها الطبيب وتسألني ما بكِ يا أمي؟؟

مساحة إعلانية