مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

زهرة الليلك .. قصة ايمان العطيفي

2025-07-01 11:09:45 - 
زهرة الليلك .. قصة ايمان العطيفي
صورة تعبيرية

من الحب تنشب  الحرب وليس العكس ،سأحبُكِ طوال الوقت انتِ ولا سواكِ هكذا قال.
زهرة البنفسج التى أهداها ،لم يكن موعدها ولا مكانها  ،فزهور المقابر تظل حزينة حتى لو نقلت للمنازل ،ستُذكّرُها كلما رأتها بيوم الفقد ،وكيف قطفها من فوق شاهد لقبر احدهم ،كيف هرب من كف امه وهرول بها نحوها ،لمسة يداهُ لكتفها افزعتها قبل ان تُأمــّن خوفها ،وتطبطب على قلبها اليتيم ،لم تتجاوز العاشرة،ولم يتخطى الثالثة عشر ،ولكنها شعرت بأنه حارسها بعد الأب الذى لم يزل جسده لينا تحت التراب ،زهرة البنفسج بطبعها حزينة فلماذا اختاروها لتزرع فوق المقابر؟!! ،هاجرت مع والدتها لمدة تجاوزت العشرين عاما ،ثم عادت زائرة فى يوم شمسه غائمة ،لا تصدق ان السماء ترسل لنا يمامات للحراسة ،كيف اذا كان الجحيم يلفنا من كل اتجاه؟!،ورجل المقابر يقتلع الزهور عنوة بلا رأفة بالقاطنين تحت الثرى. السماء تراقب ،ثم تراقب،ثم تحاسب ،ثم من جحيم الى جحيم.
وعدت أن تكتب مذاكراتها بالتفاصيل المملة ،وأن لاتنسي شيئا قط ،ستكتب كيف كان لقاؤه ودودا،وكيف كان شتاء
ؤه دافءا،وكيف كانت وعوده تشعل شمعات الأمل فى قلب يتيم ،وعدت أن تذكر فيها كيف كانت مطيعة حد العمى،كيف اقنعها أن (نعم _ حاضر _كيفما تشاء) تحل كل العقد ،كيف أصبحت خياناته مباحة شرعا ،وله عليها خير الثواب ،وعلى باقى البشر خطيئة،وعدت أن تذكر فيها كيف تحول قلب اليمامة الى غراب شؤم ،وعدت أن تذكر كل الليالى التى أغرقت وسادتها بدموع الندم على سوء الاختيار.
الحيرة كل الحيرة فى أين تخبىء مذكراتها؟! حتى لا تقع بين يديه فيشعل فى قبرها النيران.

مساحة إعلانية