مساحة إعلانية
تصحو من غفوتها في عجالة، راقصة باليه تسكنها، في مسارها الهادئ ترفع وجهها إلى أعلي، تلقي قليلا من كسلها، تستقر، تنتظر الترحيب والاستقبال الحار، تتهيأ لصباحها الجديد، تغتسل بنسمات الصبح المعبأة بالندى، تفتح عيونها في دلال أنثوي مفرط، رويدا رويدا تجعل منها قبلة لشعاع الشمس المتخفي خلف الغيوم، مخترقا الصعاب في طريقه إليها، تفرد أطرافها محتفية به، ألوانها الزاهية تزداد بهاء عند أول لمسة تجمعهما، تستعد جيدا لاستقبال سيدتها، تتوالى رقصاتها المحسوبة علي إيقاعات واتجاهات سيدتها، في هذا الصباح حدث ما لم يتوقعه أحد، ظلت ساكنة علي غير العادة، توقفت انحناءاتها واستداراتها، غابت الشمس، ومازالت عيونها عمودية علي صفحات السماء، لم يتغير من وضعها شيء، اندهش الجميع، ظلوا منتظرين رقصتها، الجذع يتمايل يمنة ويسرى، الأوراق تتساقط، في ترتيب منتظم، لكن القرص ثابت، لم يأخذ دورته اليومية، ظلت عيونه مغلقة، ربما أصابه الجفاف، كيف لم تسجد لسيدتها، كما تعودت، لم تتلق عطفها، هل أعلنت تمردها وحطمت قيدها الوثيق، وهى التي تعلم جيدا أن حياتها رهن إشارة سيدتها، اللون الأصفر يزحف بقوة فيلتهم القليل من الأخضر المتبقي علي خجل، لم يدرك من حولها موت زهرة دوار الشمس المفاجئ، لكن لم تتساقط أوراقها بعد، ربما بحثت عن سيد جديد، وتوسلت إليه برقصة جديدة، ربما منحته ما لم يقدر عليه الآخرون، ربما لن تكون الأخيرة.