مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

خَرِس المماليك العرب.. قصيدة للشاعر الكبير عبد الستار سليم

2024-10-01 03:57:53 - 
خَرِس المماليك العرب..  قصيدة للشاعر الكبير عبد الستار سليم
الشاعر عبد الستار سليم

خَـرس المماليك العرب
وتخنـّـثوا ,
واستنْـوقت أجمالهم . .
قصـّـوا شواربهم ,
وقصـّـوا شَـعر " ليلى "
فى مزاد
فوق صحراء " الجليل "
وفوق صحراء " النقب "
وتبعثروا فى التيه
رملاً
عذبته الريح
واختلطت عليهم
خطة الإقدام فيه
والهرب
وتجرّدوا – إذ
قيل : وا . . سَـيْـفاه –
من سيف أبىٍّ – كان
يشمخ
فى المعارك
واستبدلوا
زمن الهوى العبرىّ
- فيما استبدلوا –
بغرام " عبلة بنت مالك "
واستوردوا
- من سوق أمريكا
رئاتٍ للتنفس
حسْـبما تُمليه
حالاتُ الضرورة
فلربّـما " صندوقها النقدىّ "
يسمح بالشهيق
بلا زفير ,
والزفير . . بلا شهيق
ولربما أمْـلى عليهم
أن يُـديروا وجه
خطوتهم
بمنتصف الطريق

خَـرِس المماليك العرب
والدمعة الحـرًّى بأعينهم
سجينة
واشتدّ – فى بيروت –
إيقاع النواقيس
الحزينة
خرست مماليك
العروبة
والرعب . . قطـّـع منهم
- بالرعب -
أحبال الخصوبة
وَجَـموُا . .
كما وَجَمَتْ أسارير
الجماجم
شربوا – على صَـلـَـف
العدوّ – كؤوس

صمْـت
يا زماناً . . فيه قد
سخرت من العرب
الأعاجم
شربوا على شرف
الإغارة فوق " قانا "
ألف كأس
حينما كانت
توقـّـع فوق أرض
الموت
رقصتها الأخيرة
( أسَـدٌ علىّ . .
وفى الحروب
نعامة ) سجدتْ
لإسرائيل
من شط المحيط الأطلسىّ
إلى بلاد الرافديْـن
وكل أصقاع
الجزيرة
الله . . يا زمن
التخاذل ,
واللحى ,
والنفط ,
والسُّــُرر الوثيرة . . !!
أكلت لِحَى خلفاء
عصر النفْـط
نار النفط
والخُطـَـب المثيرة
ألغت مدارسـُـنا

قصائد شعر " عنتر "
و " المهلهل "
ثم قرّرت الوصايا
العشْـر
والتلـْـمود
حتى علـّـقتها كالتمائم
كلُّ أطفال
العشيرة
يا أيها الوطن المُـهان
إنّ الملوك – بأرضنا –
لم تلتقط أسماعـُـهم
صوتَ
الأذان
باعوا " صلاح الدين "
والزمن
المقاتل
وتوارثوا – من بعد
مجـْـد . . كان – صقر قريش
ختـْـماً
يمهرون به الرسائل
ورضوا بأن يتيمـّـموا
نَـفَـقاً مخيفاً
لم يزل يُـفضى
بـِـواردِهم
إلى هذا الخريف
المرّ ,
والسفر المماطل
*
للمرّة العشرين
داس حذاءُ أمريكا
عمائمنا

وداس عقالنا العربىّ
فى ساحاتنا
- فى العتـْـق أم فى الرِّق
نحن – ؟ !!
وكم لها . . بشراعنا
" جيشُ الدفاع "
فجـُـنـْـدُه . . يمشون
فوق بياض
كوفيّـاتنا
سلبوا العروبة حبْـلها
السُّـرِّىَّ ,
داسوا . . فوق أعشاب
الشوارع ,
والورود ,
وغابة الدفـْـلـَـى ,
وغيط الياسمين
قد فتـّـتوا حلم العروبة
فوق قارعة
السنين
قد جرّدوا الطرقات
من نَعـْـناعها
البرىّ
واشتعلت حقول القمح
ناراً
حينما تـَـلـَـتْ السنابل
آية القهر
المبين
وبدت فوارسنا
مفزّعة الجنان
وبدوا مسوخاً
حاسرين الرأس
ليس بكفّهم سيف
وليس لسرج فارسهم
حصان
إن القضية أن
نكون – بأرضنا -
أو . . لا نكون
قلنا :
تعوّذنا بأمجاد الملوك
الغابرين ,
وبالحصون
لكنّ " قانا "
أثبتت
أنْ لا ملوك
يُسْـتجار بها – هناك –
ولا حصون
تيجانُنَا
حَسَكٌ
وطين
والموت أقرب للعربة
- صار – من
حبل الوتين
*
سبحان رب
العالمين
سبحان رب العالمين

مساحة إعلانية