مساحة إعلانية
خطاب نتنياهو فى الكونجرس واقتراب ترامب من البيت الابيض يفتح أبواب المزيد من الصراعات.
هل نفذت المخابرات الصهيونية حادث مجدل شمس لصالح نتنياهو وبن غفير
منذ أن نفذت حركة حماس الفلسطينية هجمة السابع من أكتوبر2023 على إسرائيل، أعلن حزب الله اللبنانى الموالى لإيران دعمه للمقاومة الفلسطينية ولكن قائده حسن نصر الله لم يشأ أن يتورط فى حرب مباشرة أو معركة مفتوحة مع تل أبيب، ولكنه سار على درب حكومة طهران التى تدعم حركة حماس عن طريق التسليح والتمويل، ولكنها لم توسع دائرة الصراع لتصل إلى حرب إقليمية، ومن ثم أطلق الخبراء والمحللون على عمليات الكر والفر بين النظام الشيعى والموالين له من ناحية وبين الحكومة الصهيونية من ناحية أخرى مصطلح "صراع محسوب"، أو عمليات نوعية تبدأ بهجمة من ناحية يتم الرد عليها من الناحية الأخرى، ومن ثم نفذ حزب الله العديد من الهجمات على مستوطنات شمال إسرائيل، أدت إلى نزوح ما يقرب من مئة ألف مستوطن إسرائيلى، من إقليم الشمال إلى الداخل، تسبب هؤلاء فى مزيد من الضغوط على حكومة بنيامين نتتياهو التى تواجه بالفعل ضغوط خارجية تتمثل فى إدانة المجتمع الدولى له شخصيًا ولوزيره المتطرف إيتمار بن غفير، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وصلت إلى إدانة صريحة من محكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى ضغوط داخلية ما بين التظاهر ضد حكومته والمطالبة بإقالتها بل ومحاكمتها، وصولًا إلى اتهامات من داخل الحكومة نفسها بل وعلى لسان أكثر وزراءه تطرفًا " بن غفير" وزير الأمن القومى ومعه بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وكلاهما يمينى متطرف طالبا نتنياهو بإعلان الحرب على لبنان، فى أعقاب الحادث الأخير الذى استهدف قرية مجدل شمس الدرزية بإقليم الجولان السورى، وأسفر عن مقتل 11 شخصًا ألصقته حكومة الكيان المحتل بحزب الله، رغم نفى الأخير مسئوليته عن الحادث بل ونفى الاتهامات الاسرائيلية من الأساس، بالرغم من أن الحزب دائمًا لا ينكر ضلوعه فى مثل هذه الهجمات التى وقعت من قبل، بل ويتفاخر بها قياداته بإعتبارها انتصار للمقاومة ضد الاحتلال والارهاب الصهيونى الغاشم. وبالرغم من هذا النفى اللبنانى والصمت الإيرانى توعد جيش الاحتلال على لسان متحدثه العسكرى دانيال هاجارى بالرد على الحادث عقب وقوعه مباشرة، فيما قطع رئيس الحكومة زيارته إلى واشنطن التى ألقى خلالها خطاب أمام الكونجرس الأمريكى ولاقى دعم واضح من الولايات المتحدة لتل أبيب، ولكنه قلص الزيارة ليعود إلى الأرض المحتلة بل ويذهب شخصيًا إلى موقع سقوط الصاروخ متوعدًا بالرد العنيف. وعلى ما يبدو جاء الرد الأكثر عنفًا فى تاريخ الصراع الصهيونى مع نظام الخومينى واتباعه، متمثلًا فى إغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية فى قلب العاصمة الإيرانية طهران، إبان زيارته إليها للمشاركة فى حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الايرانى الجديد مسعود بزشكيان، وهو ما وصفه الخبراء بأنه ضربة مزدوجة لحركة المقاومة الفلسطيينة حماس من ناحية وللنظام الإيرانى الداعم لها ولحزب الله ولجماعة الحوثى من ناحية أخرى. أما عن واشنطن الداعمة لإسرائيل والمتورطة معها فى جرائمها وفقًا لقرارات المحكمة الجنائية الدولية، فكانت قد طالبت جيش الاحتلال بأن يكون الرد متوازنًا مع الضربة، لأنه معروف أن إدارة الرئيس الحالى جو بايدن والتيار الديمقراطى بشكل عام لايريد حرب إقليمية واسعة النطاق فى المنطقة، ومن ثم قد تفضل اسلوب الاغتيالات الفردية والعمليات الخاطفة على دق طبول الحرب المفتوحة، أو ربما نفذ الموساد العملية دون الرجوع إلى نظام "بايدن" الذى شاخ مثل رئيسه وأصبح يستعد للرحيل، والمعروف أن توجهات بايدن وغيره من الأنظمة الديموقراطية فى الولايات المتحدة بشكل عام تختلف مع توجه الحزب الجمهورى ومرشحه دونالد ترامب، على خلفية تاريخية تؤكد أن الجمهوريين دائمًا يشعلون الحروب خاصًة فى الشرق الأوسط، ولأسباب شخصية تتعلق بإدانة "ترامب" نفسه لمنافسه "بايدن" لأنه يرى أن الأخير دعم إيران حين أفرج عن أموالها وساعدها فى تسليح حماس واستهداف اسرائيل، ولو كان هو الرئيس لاستهدف طهران نفسها بالإضافة إلى ضرب ركائزها فى المنطقة، خاصًة حزب الله ومعه جماعة الحوثيين التى دخلت على الخط مؤخرًا واستهدفت الكيان المحتل، ولعل "نتنياهو" نفذ نصيحة الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الحالى المقرب منه شخصيًا، باستهداف قلب طهران ومعها رأس حماس فى ضربة واحدة. وعلى خلفية ما سبق يرى المحللون أن من مصلحة "نتنياهو" توسيع دائرة الصراع لكى يسكت الأصوات الأكثر تطرفًا التى تطالب بحرب شاملة، وكذلك الأصوات المعتدلة التى تطالب برحيله ومحاكمته وتتظاهر ضده، لأنه من الصعب على أى دولة إجراء انتخابات مبكرة أو حتى إنتخابات حين يحين موعدها أبان خوض معارك فى جبهات متفرقة، ومن ثم لا يستبعد هؤلاء أن تكون المخابرات الصهيونية هى نفسها المتورطة فى تنفيذ حادث مجدل شمس، ليس فقط لأن حزب الله نفى علاقته به ولكن لأن نتنياهو هو المستفيد الأول من التصعيد، وبالفعل اتخذ هذه العملية ذريعة لعدة أسباب من بينها تصاعد الغضب الشعبى والعالمى ضده، ليأتى الرد متمثلًا فى إغتيال إسماعيل هنية ولتقفز شعبية نتنياهو وحكومته المتطرفة فى الداخل الإسرائيلى ولدى الصهيونية العالمية بشكل لم يتوقعه أحد.