مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

اللي يريحك .. يكتبها إسحاق روحي " كله بحسن نيه"

2025-04-25 14:06:02 - 
اللي يريحك .. يكتبها إسحاق روحي " كله بحسن نيه"
اسحاق روحي
منبر

علمتني مهنة الصحافة إن الشك أساس العمل الصحفي ومثلنا مثل أي مهنة نتأثر بما نعمل فدائما الصحفي يتبني نظرية المؤامرة وأنه لا ثقة في أحد 100% والجميع يخضع للشك إلي أن يثبت العكس
أذكر زميلة في يوم من الأيام وثقت في دموع دكتور جاءها باكيا الفساد في المستشفي الذي يعمل به فتأثرت بدموعه فتم محاكمتها بتهمة السب والقذف فالطبيب أدعي علي رئيسه واتهمه بأحط التهم دون دليل سوي دموعه فلم تشك المحررة لحظة في كلامه فكان ما كان وظلت القضية في المحاكم حتي قام مدير المستشفي الذي تعرض للسب والقذف بالتنازل
الآن في ماذا نشك ونحن محاصرون من كل جانب؟ فكل شيء حولك يجعلك تشك فمنذ ربع قرن كانت أحاديث التليفونات خاصة النساء في وصف فستان أو  جلسه أو مكان وكان دائما هناك جزء من الخيال في الوصف كل وفق ثقافته فمرة الفستان يجنن ومره المكان تحفه .. الآن الوصف صوت وصورة وفي التو واللحظة فتجد الفتاه لاتخرج من مكان البروفة في المحل إلا بعد أن ترسل الصورة علي الأقل لخمسة من المقربين منها وأحيانا هذه الصور يكون بها "رحرحة " فالتصوير السريع قد يؤدي لصورة بها بعض قلة الأدب فقد تكون عادية لصاحبتها ولكن من ترسلها له قد يراها وفق ثقافته هو بل أحيانا متلقي الصورة يري في مرسلها نوع من الفجور وقس علي ذلك الكثير من الصور والفيديوهات التي تتحفنا بها وسائل التواصل يوميا وكم من بيوت خربت بسبب مشاركة صورة لايجب مشاركتها خاصة صور "الرحرحة" وكان هناك حادثة معروفة .. فتاه أرسلت صورة لإحدي قريباتها وقريبتها أرت الصورة لزوجها وزوجها كان في جلسه فقال شفت صورة لزوجة فلان وبالطبع زاد في الوصف لتكون النهاية جريمة قتل بدافع الشرف والسبب صورة وكم من جرائم ارتكبت لغباء بنت أو لتخلف زوجة فهي تظن إن من ترسل له الصورة مقطوع من شجرة وسيحافظ عليها وتنسي أن متلقي الصورة له دائرته أيضا وقد تتفرع المسألة ويتم سرقة الموبايل أو يتم نسيانه في مكان ما أو تعرض للضياع ووقع تحت يد مبتز .
لقد تسببت إحدي السيدات في يوم ما في تدمير زوجها وتم فضحه بسبب إنها صورته فيديو وهو يجامل صديق له وكانت تجلس مع الصديق راقصة درجة رابعة وزجاجات الخمر وللأسف أرسلتها لأكثر من شخص من اقربائها تفخر بزوجها ولكن الفيديو تسرب عن طريق أحدهم أو الموبايل تم سرقته فكان الثمن خراب الأسرة وطار الرجل من المكان المرموق وكانت فضيحة ظلت الصحف تتداولها لأسابيع.
للأسف التكنولوجيا كما أن لها فوائد أيضا تسبب كوارث ولايوجد شخص بلا أعداء والسبب الثقة الزائدة في أشخاص قد يكونون قريبين منك ولكن الحقد داخلهم قد يجعلهم آلة تدمير أو قد يكون عن جهل فكم من أشخاص حاصلون علي شهادات عليا ولا يقدرون الخطر بل لايعرفون تبعات تصرف قد يكون تم بحسن نيه فيتحول الأمر للدبه التي قتلت صاحبها.
لن أطالب الإعلام بدوره في هذه القضية فقد بح صوت الإعلام والدراما تناولت هذه القضية في عشرات المسلسلات والافلام ولكن للأسف البعض يتعامل مع الأمر ببساطة وسهولة والنتيجة كوارث علي الأسرة والمجتمع.
في إحدي الندوات التي أقامتها الكاتبة والإعلامية جرمين عامر المتخصصة في إعلام المؤثرين والسوشيال ووسائل التواصل .. سألتها هل يوجد حماية أو أمان من خطر السوشيال ميديا فقالت لا ولايوجد قوانين تحميك 
أيقنت أن الحل الوحيد في الوعي وأول ما يخلق لديك الوعي هو الشك وأن تفكر دائما قبل أن تقوم بعمل قد يكون فيه تدمير الأسرة أو تدمير غيرك بسبب الثقة الزائدة أو حسن النيه.
eshak_rawhe@yahoo.com

مساحة إعلانية