مساحة إعلانية
السيدة هاجر رضى الله تعالى عنها ، وعليها السلام ، المرأة الصالحة الصابرة
هى زوجة النبى إبراهيم الخليل -أبى الأنبياء - وأم النبى إسماعيل الذى من نسله نبيّنا الأعظم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم )
لكن على الرغم من ان اسمها لم يُذكر فى القرآن الكريم ، لكنها تُعتبر شخصية مهمة فى الإسلام ، و تعرف بكونها زوجة إبراهيم عليه السلام ، وأم إسماعيل - الذبيح - عليه السلام ،و التى استقرت فى نهاية المطاف - مع ابنها إسماعيل - فى صحراء " فاران " - الحجاز الآن -
وقيل إن " هاجر " فى المصرية القديمة تعنى "الزوجة الثانية للملك، أما "هاجر " ، فى الخط الهيروغليفى ، فالاسم يتكون من شقين ، أولهما " ها" بمعنى زهرة اللوتس ، و " جر" بمعناها التوراتى " المصرية "
واسمها بالعربية هو " هاجر " ، وهو يعنى المهاجرة ، أو " المرأة التى هاجرت " وذكر اسمها فى التوراة ، وأُشير إليها دون تسمية فى القرآن الكريم
قال ابن كثير إنها كانت أميرة من العماليق أو الكنعانيين الذين حكموا مصر قبل الفراعنة ، وقيل إنها ابنة زعيمهم الذى قتله الفراعنة، ومن ثم تبنّاها فرعون ، وسبب إهدائها إلى سارة ، قيل إن الفرعون عندما أراد سوءا بسارة دعت عليه سارة فشُلّت يده ، فطلب منها أن تدعو له ، فشفاه الله فأهدى إليها " هاجر"
و هناك اعتقاد بأنها كانت من أميرات مصر ، تمّ أسرها ، وأصبحت جارية لـ "سارة " زوجة إبراهيم ، ثم أُهديت له فتزوجها وأنجب منها إسماعيل( النبى إسماعيل الذى كان - عندما كبر - راميا بارعًا بالسهام ، كما يعدّ من الأنبياء الكرام و الكبار فى الإسلام ) وكانت زوجته الأولى "سارة " قد بلغت سن اليأس
السيدة سارة - زوجة إبراهيم الاولى - نصحت إبراهيم أن يتزوجها ، حتى يرزقه الله بولد ، فتزوجها ، وانجبت له إسماعيل
ولدت هاجر إسماعيل عندما كان إبراهيم فى السادسة والثمانين من العمر
و بعد أن أنجبت هاجر النبى إسماعيل ، أوحى الله إلى النبى إبراهيم أن ينتقل بزوجته " هاجر" وابنه إلى مكة المكرمة ، حيث يوجد بيت الله المحرّم - قيل إنه انتقل من الشام إلى الحجاز بالبراق - بعد أن انتقل بها إبراهيم إلى مكة - بأمر من الله - وتركهما فى ذلك المكان ولم يكن معهما سوى كيس من التمر ، وقربة صغيرة، فيها ماء ، لذا تُعرف " هاجر "بصفاتها الصابرة،، وقوة إيمانها بالله ، وثقتها المطلقة فى قدرته ، لقد أنجبت اسماعيل ، بعد أن كبر إبراهيم، حيث كانت سارة، زوجة إبراهيم الأخرى قد بلغت سنّ اليأس ، كما أشرنا
أما رحلة هاجر وإسماعيل إلى مكة - وهى منطقة قاحلةً لا ماء فيها - تعتبر من الأحداث المهمة فى التاريخ الإسلامى
إبراهيم ترك لهما بعض الزاد من التمر والماء ، ثم عاد وتركهما دون كلام ، فتبعته السيدة هاجر، وسألته لمَ يتركها وابنها هنا ، وسألته أأمرك ربك بهذا ؟ فقال لها. نعم ، فقالت :إذًا فلن يضيّعنا الله
وبعد أن نفد الماء أخذت تبحث عنه فى المكان ، فذهبت إلى جبل الصفا ، فلم تجد أحدًا ، وبعدها ذهبت إلى جبل المروة ، وفعلت هذا سبع مرات ( ولذلك كان السعى بين الصفا والمروة أحد أركان الحج والعمرة فى الاسلام ) وبعد ذلك أرسل الله ملكا ففجّر لهم عين زمزم ، فأخذت تغرف من الماء حتى شربت ، وبعدها استقرت وولدها النبى إسماعيل فى مكة مع قبيلة تسمى جُرهُم ، جاءت إلى مكة ، بعد أن رأوا الطير يدور على الماء، فأدركوا وجود ماء فى هذا المكان
والعيش فى الظروف الصعبة فى مكة مع ابنها إسماعيل ، جعلها رمزا للمرأة الصالحة والصابرة ، وهى تُعتبر من أصول ظهور مياه زمزم - كمعجزة - فى مكة ، وهو ما ساعد على بقائها وبقاء ولدها فى هذا الوادى
يُذكر أيضا أن هاجر كانت كانت تتمتع بفراسة ، وقدرة على رؤية مالا يراه الآخرون ، مما كان له دور فى قيادة إسماعيل إلى طريق الخير
وسيرة هاجر مليئة بالصبر والإيمان ، مما جعلها مثالا للمرأة الصالحة، فقصة السيدة هاجر تحمل الكثير من الرسائل والدروس ، لنعلم أن الله لن يضيّع عبده مهما كانت الظروف صعبة ، أما معجزتها الخارقة ، فقد بعث الله بُشراه وملكه الأمين جبريل عليه السلام ، فضرب الأرض بجناحه لتخرج عين الماء من تحت قدم الوليد - بعد أن قطعت عدة أشواط بين جبلى الصفا والمروة ، لتستطلع خبر الماء - فجعلت تغرف من مائها ، وتحاول جاهدة بأن تنقذ طفلها ، وقلبها ينطق بحمد الله على نعمته لها، فشربت السيدة العظيمة صاحبة المعجزة
ويُذكر أن هاجر وإسماعيل كان لهما دور كبير فى بناء الكعبة ، وتعزيز مكانة مكة كمركز دينى
تُعرف السيدة هاجر بصفاتها الإيجابية ، مثل الصبر ، والثقة بالله، حيث واجهت من الصعاب مالقدرة بشر على تحمّله
توفيت هاجر بمكة - قبل ابنها إسماعيل - ودُفنت فى حِجْر إسماعيل - بالقرب من الكعبة المشرفة - وهو نفس المكان الذى دُفن فيه إسماعيل عليه السلام