مساحة إعلانية
واسمه غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم بن صالح الخيّام النيْسابورى، والخيّام هو لقب والده فقد كان متخصصا فى صناعة الخيام ، والخيام ( جمع خيمة ) ، وعمر الخيّام فارسى مسلم ، و يذهب البعض إلى أن أصوله عربيّة، فقد كان يجيد العربية والفارسية - شأن كل الأدباء وقتها - وكان شاعرا مبدعا ، و عالما إسلاميا بارزا فى العلوم الدينية والعلوم الدنيوية ، تخصص فى اللغة والفقه والتاريخ ، وفى الرياضيات والفلك والفلسفة والطب ، وهو أول من قاس الطول الزمنى للسنة تفوق التقويم الشمسى "الجريجورى" الشهير ، المتّبع إلى الآن فى القياس ، وله باع فى الفلك ، و فى الرياضيات (فى الجبر والهندسة فقد ابتكر فرع الهندسة التحليلية ، و ابتكر حلًّا للمعادلات باستخدام الرسم البيانى، وهو أول من عالج حل معادلات الدرجة الثانية ، وهومبتكر حساب المثلثات )، ويقول الصحفى والإعلامى" أسامة فوزى " إن هذا ما قاله التاريخ الغربى عن عمر الخيام ، أما التاريخ العربى ، ووُلد فى عام 1048 م ، فى نيْسابور فى خراسان فى بلاد فارس ( أرض إيران فى العصر الحالى ) ، وكانت نيسابور فى ذلك الزمان حاضرة إسلامية مزدهرة ، وكان زملاء صباه المؤرخ البيهقى ، عمر الخيّام ، ونظام الـمُلْك وحسن الصبّاح -زعيم حركة "الحشّاشين " - ( وحركة الحشاشين هى مؤسس مذهب الإسماعيلى فيما بعد) ثلاثتهم كانوا زملاء صبا ، بل كانوا أبناء حارة واحدة ، بالإضافة إلى أن " البيهقى " ( صاحب السُّنن الكبرى ) كان صديقا لعمر الخيّام ، وهو الذى لم يفهم المقصد الصوفى البديع لرباعيات الخيام ، فظن أنها غزل صريح فى المرأة ، ( وقد كتبها عمر الخيّام بالفارسية ، وكان من الممكن أن يكتبها بالعربية، لمعرفته الوثيقة باللغتين العربية والفارسية، وتُرجمت إلى الإنجليزية، وترجمها البعض عن الإنجليزية ، والبعض الآخر عن الفارسية ، ومنهم الشاعر المصرى أحمد رامى ، فشدَت بها كوكب الشرق أم كلثوم بألحان الملحن المصرى العبقرى رياض السنباطى )، ولشديد الأسف شاع فكر البيهقى عن الرباعيات ، علما بأن عمر الخيام كان شديد التديّن ، ويستطرد "د. أسامة فوزى" إن التاريخ العربى قد أساء إلى اثنين من علماء الإسلام الكبار، هما ( عمر الخيام ، والحسن بن هانئ الشهير بأبى نواس ) إساءة بالغة ، لدرجة أنه جعلهما رمزا للمجون والتهتك وشرب الخمر، واتخذ الناس من اسميهما لافتات للمراقص والملاهى الليلية المشبوهة، والحقيقة خلاف ذلك ، فقد كان أبو نواس فقيها، ولغويا ، وقارئا للقرآن الكريم ، ولم يذق الخمر حياته، وما ورد فى شعره من ذكر الخمر ، فإن ذكر الخمر كان غرضا شعريا، فكتب الرجل فى هذا الغرض حتى لا يتخلف عن شعراء عصره، وقد كان تقليدا متّبعا ، مثلما كان - قديما - من المواصفات والقِيَم الشعرية للقصيدة الجميلة أن تبدأ بالغزل وبوصف المرأة وذكْر ديارها (فيما كان يسمى بالمقدمة الطللية ) ثم يصف الشاعر الفرس والناقة والرحلة ، ثم يخلص إلى الغرض الأصلى للقصيدة ، والدليل على ذلك ، قصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد ) التى أنشدها فى حضرة الرسول (صلى الله عليه وسلم )..!
