مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: العالم والفيلسوف عمر الخيام صاحب الرباعيات

2025-10-24 05:42:31 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: العالم والفيلسوف عمر الخيام صاحب الرباعيات
الشاعر والباحث عبد الستار سليم

واسمه غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم بن صالح الخيّام النيْسابورى، والخيّام هو لقب والده فقد كان متخصصا فى صناعة الخيام ، والخيام ( جمع خيمة ) ، وعمر الخيّام فارسى مسلم ، و يذهب البعض إلى أن أصوله عربيّة، فقد كان يجيد العربية والفارسية  - شأن كل الأدباء وقتها - وكان شاعرا مبدعا ، و عالما إسلاميا بارزا فى العلوم الدينية والعلوم الدنيوية ، تخصص فى اللغة والفقه والتاريخ ، وفى الرياضيات والفلك والفلسفة والطب ، وهو أول من قاس الطول الزمنى للسنة تفوق التقويم الشمسى "الجريجورى" الشهير ، المتّبع إلى الآن فى القياس ، وله باع فى الفلك ، و فى الرياضيات (فى الجبر والهندسة  فقد ابتكر فرع الهندسة التحليلية ، و ابتكر حلًّا  للمعادلات باستخدام الرسم البيانى، وهو أول من عالج حل معادلات الدرجة الثانية ، وهومبتكر حساب المثلثات )،  ويقول الصحفى والإعلامى" أسامة فوزى " إن هذا ما قاله التاريخ الغربى عن عمر الخيام ،  أما التاريخ العربى ، ووُلد فى عام 1048 م ، فى  نيْسابور فى خراسان  فى بلاد فارس ( أرض إيران فى العصر الحالى ) ، وكانت نيسابور فى ذلك الزمان حاضرة إسلامية  مزدهرة ، وكان زملاء صباه المؤرخ البيهقى ،  عمر الخيّام ، ونظام الـمُلْك وحسن الصبّاح -زعيم حركة "الحشّاشين " - ( وحركة الحشاشين هى مؤسس مذهب الإسماعيلى فيما بعد) ثلاثتهم كانوا  زملاء صبا ، بل كانوا أبناء حارة واحدة ، بالإضافة إلى أن " البيهقى " ( صاحب السُّنن الكبرى ) كان صديقا لعمر الخيّام ، وهو الذى لم يفهم المقصد الصوفى البديع لرباعيات الخيام ، فظن أنها غزل صريح فى المرأة ، ( وقد كتبها عمر الخيّام بالفارسية ، وكان من الممكن أن يكتبها بالعربية، لمعرفته الوثيقة باللغتين العربية والفارسية، وتُرجمت إلى الإنجليزية، وترجمها البعض عن الإنجليزية ، والبعض الآخر عن الفارسية ، ومنهم  الشاعر المصرى أحمد رامى ،  فشدَت بها كوكب الشرق أم كلثوم بألحان الملحن المصرى العبقرى رياض السنباطى )، ولشديد الأسف شاع فكر البيهقى عن الرباعيات ، علما بأن عمر الخيام كان شديد التديّن ، ويستطرد   "د. أسامة فوزى" إن  التاريخ العربى قد أساء إلى اثنين من علماء الإسلام الكبار، هما ( عمر الخيام ، والحسن بن هانئ  الشهير بأبى نواس ) إساءة بالغة ، لدرجة أنه جعلهما رمزا للمجون والتهتك  وشرب الخمر، واتخذ الناس من اسميهما لافتات للمراقص والملاهى الليلية المشبوهة، والحقيقة خلاف ذلك ، فقد كان أبو نواس فقيها، ولغويا ، وقارئا للقرآن الكريم ، ولم يذق الخمر حياته، وما ورد فى شعره من ذكر الخمر ، فإن ذكر الخمر كان غرضا شعريا، فكتب الرجل فى هذا الغرض حتى لا يتخلف عن شعراء عصره،  وقد كان تقليدا متّبعا ، مثلما كان - قديما - من المواصفات والقِيَم الشعرية للقصيدة الجميلة أن تبدأ بالغزل وبوصف المرأة وذكْر ديارها (فيما كان يسمى بالمقدمة الطللية ) ثم يصف الشاعر الفرس والناقة  والرحلة ، ثم يخلص إلى الغرض الأصلى  للقصيدة ، والدليل على ذلك ، قصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد ) التى أنشدها فى حضرة الرسول (صلى الله عليه وسلم )..!

مساحة إعلانية