مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

السفاحون.. من التجمع إلي الجيزة وفي السينما

2024-06-07 16:47:00 - 
السفاحون.. من التجمع إلي الجيزة وفي السينما
صورة تعبيرية

❐ خفايا قصص الحب والرعب ولماذا يرتبط الدم بالشهوة لدي بعض الذكور والإناث أيضاً ؟

ايمان بدر

مع ارتفاع معدلات فشل الزيجات وجرائم العنف ضد المرأة وهي تفوق أرقام الطلاق الرسمي بنسب كبيرة، تبرز علامات استفهام من نوعية لماذا يضرب الرجل زوجته ليرد علينا أصحاب الفهم الخاطئ للدين بأنه لا يفعل شيئاً محرما، وللعلم هذه الأرقام تفوق أرقام الطلاق لأن نسبة ضخمة من السيدات يتعرضن للعنف ولا يصلن للطلاق وكما أشرنا من قبل ( عايشين عشان العيال أو الشقة أو القايمة) وأحيانا يصل الأمر إلي أن يذبح الذكر ولا نقول الرجل زوجته ربما وهي مازالت عروسة، أو تقتل المرأة زوجها، ومع تطور الأمر أصبح الحب وحده يكفي للقتل لنجد من يقتل فتاة احبها لمجرد أنها لا تريد أن تتزوجه أو تريد إنهاء العلاقة، ولعل احدا لم ينسي نيرة وسلمي واماني وغيرهن كثيرات، حتي أصبحنا مضرب المثل في هذه النوعية من الجرائم وقرانا عن شاب جامعي اردني قرر قتل حبيبته إيمان فبعث لها رسالة كتب فيها ( حقتلك زي المصري ما قتل نيرة) وبالفعل قتلها، ووقتها طرحت تساؤلات من نوعية لماذا يقتل الرجل حبيبته واجاب خبراء وأساتذة علم النفس والاجتماع بأن الهوس العاطفي أو الجنسي يتحول في حالة عدم إشباع الرغبة نتيجة رفض الطرف الآخر إلي هوس دموي وميول عدوانية إجرامية، لكن ربما ينطبق هذا علي شخص لم ينل فتاة رغبها ولا نقل أحبها لأن الحب برئ من هذه الممارسات ولكن يبقي السؤال هو لماذا يقتل الزوج زوجته أو عشيقته بعد ممارسة العلاقة الحميمة معها.
تلك التساؤلات عادت إلي ساحة المشهد الإعلامي عقب الإعلان عن جرائم من عرف بسفاح التجمع، الذي اعترف بأنه يجيد استقطاب الفتيات والتغرير بهن باسم الحب حتي يتمكن من الإيقاع بالضحية لتأتي إلي منزله وتقضي معه بعض الوقت ثم يذبحها ويتخلص من جثتها، تلك القضية أعادت للاذهان حكاية سفاح الجيزة الذي جسد شخصيته النجم أحمد فهمي في مسلسل عرضته المنصات حمل نفس الإسم، والغريب أنها ليست ظاهرة جديدة ولكن رصدت السينما المصرية تلك النوعية من الجرائم من خلال فيلم كوميدي للفنان فؤاد المهندس بعنوان ( سفاح النساء) وفيلم رعب للفنانة فيفي عبده بعنوان ( القاتلة) لعبت فيه دور سفاحة تستدرج الرجال بدعوي ممارسة الحب ثم تمزق جسد كل منهم بالسكين، ولأنها قصة حقيقية تعاطف صناع العمل معها وابرزوا في نهاية الأحداث أنها هي الأخري ضحية مجتمع ظلمها حيث عاشت حياة قاسية وتعرضت للاغتصاب داخل أسرتها والتعذيب من زوجها السابق حتي قتلته واصبحت تستمتع بقتل الرجال.
وعلي خلفية ذلك نتفهم أن المرأة حتي لو تحولت إلي قاتلة فهي في الأصل ضحية مجتمع ظالم وذكور مارسوا ضدها العنف الجنسي والبدنى، لنعود إلي نفس السؤال وهو لماذا ترتبط شهوة المتعة والعلاقة الحميمة بالعنف والتعذيب والإذلال هل تحولنا إلي مجتمع من الساديين والمازوخيات، حتي أصبحنا نجد زوجة تستمتع بتعذيب زوجها وضربه لها في غرفة النوم ثم يستيقظ المجتمع علي جريمة قتل حين تحول الهزار إلي جد بل ويتكرر الأمر ليصبح القاتل سفاح يدمن قتل العشيقات والزوجات بعد إشباع رغباته التي تمتد إلي الدم والتنكيل.
تلك الوقائع تعيد فتح ملف نظرة المجتمع ليس للمرأة فقط ولكن لقيمة الحب بشكل عام، حيث يطلق الأجانب علي العلاقة الحميمة مصطلح ممارسة الحب بينما نسميه نحن الوطء والنكاح وألفاظ مهينة تدخل في إطار الشتائم البذيئة، ونجد الأب يخجل أن يقول لزوجته بحبك أو يقبلها داخل البيت أمام الأبناء بينما يتشرف ويستمتع بأن يضربها أمامهم وربما في الطريق العام، ليخرج جيل من الأطفال سألت المعلمة أحدهم ( معملتش الواجب ليه) فأجاب بكل براءة: عشان بابا كان بيضرب ماما ومحدش عمل معايا الواجب، بالطبع ليس غريبا أن نجد هذا الطفل بعد سنوات سفاح قاتل أو إرهابي مجرم، حتي لو كان ينتمي إلي علية القوم وكريمة المجتمع سيجد معلمة هاي كلاس تخبره بأن أمه يمكن أن تتحرش بأخته إذا ارتدت أمامها بيجاما شووورت، لتخرج لنا أجيالاً من الشواذ جنسياً وفكرياً وحين نحاول إقناع أحدهم بعد أن يصبح شابا أن ما تعلمه في صغره كلام فاضي وما كان يشاهد أبوه يفعله بأمه جريمة لا علاقة لها بالاديان سيتحول إلي متطرف قاتل يتهم المجتمع بالكفر والإلحاد ويقتل من يحاول تنظيف عقله من تلك القاذورات.

مساحة إعلانية