مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب:خطة مصر للتعامل مع أزمة نقص المياة المتوقعة

2023-09-05 22:33:58 - 
إيمان بدر تكتب:خطة مصر للتعامل مع أزمة نقص المياة المتوقعة
الرئيس السيسي وأبي أحمد

رغم استئناف المفاوضات مع إثيوبيا :

الحكومة جاهزة بمشروعات الصوب الزراعية والسحارة وتبطين الترع وصولاً إلي استنباط سلالات جديدة

ومحاصيل بديلة

سد النهضة ليس السبب الأوحد والتغيرات المناخية تهدد العالم بمجاعة مائية وغذائية

بالرغم من قدوم رئيس حكومة اثيوبيا أبي أحمد إلي القاهرة لحضور قمة دول جوار السودان وموافقته علي استئناف المفاوضات مع مصر والسودان بشأن أزمة سد النهضة وشبح نقص المياة، وبالرغم من إجراء المباحثات بالفعل ولكن مازالت أجواء المماطلة والتسويف من الجانب الاثيوبي تسيطر علي المشهد، والأدهي أنه حتي لو توافقت أديس أبابا مع كلا من القاهرة والخرطوم ستبقي أزمة الجفاف والتصحر وملوحة التربة وتآكل الأرض الخصبة بسبب التغيرات المناخية، ستبقي أمر واقع أشبه بقطار يقترب وسيصل لا محالة إلي جميع دول العالم وخاصة افريقيا، لتبرز علامات استفهام من نوعية كيف تقدم الحكومة المصرية الحالية علي إقامة مشروعات بحجم المئة مليون فدان ونصف المليون فدان بالإضافة إلي إحياء مشروع توشكي واستصلاح أراضي سيناء وشرق العوينات والدلتا الجديدة وغيرها، في ظل هذا الخطر الذي يعلمه الجميع بما فيهم الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً الذي أكد وشدد علي التداعيات الخطيرة لهذه التغيرات منذ بداية عهده حين وقف أمام منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام ٢٠١٥ وشارك في قمة باريس وحتي هذه اللحظة مروراً باستضافة مدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمر المناخ العالمي كوب ٢٧ قبل ما يقرب من عام.
وبعيدا عن أزمة سد النهضة وفيما يتعلق بتغير المناخ وتأثيره علي الزراعة يتوقع الخبراء أن تتراجع إنتاجية بعض المحاصيل الهامة في مصر وأبرزها القمح الذي يتوقع أن تقل انتاجيته بنسبة ٩٪ إذا ارتفعت درجة الحرارة ٢ درجة مئوية فقط، ونتيجة ارتفاع درجة الحرارة وجفاف التربة سوف يزداد الاستهلاك المائي لمحصول القمح بنسبة ٣٪.
أما عن بدائل القمح وفي مقدمتها الشعير فمن المتوقع أن تنخفض انتاجيته بنسبة ١٨٪ فيما سيرتفع استهلاكه المائي بنسبة تصل إلي ٢٢٪، أما عن الأرز وهو المحصول الاكثر استهلاكاً للمياة فمن المتوقع أن تنخفض انتاجيته بنسبة ١١٪ علي خلفية زيادة استهلاكه المائي ١٦٪، كما سيتراجع إنتاج الذرة الشامية بنسبة ١٩٪ بينما يزداد استهلاكها من المياة حوالي ٨٪.
ومن الغلال إلي المحاصيل الزيتية يأتي عباد الشمس ضمن قائمة المحاصيل المتراجع إنتاجها بنسبة تصل إلي ٢٧ ٪، ولأنه لا يوجد بيت يستغني عن الطماطم اهتمت التقارير بهذا النوع من الخضر الذي يستهلك هو الآخر كميات كبيرة من المياة بسبب ارتفاع نسبة الأملاح، ومن ثم يتوقع أن يتراجع الإنتاج بنسبة ١٤٪، ولا يقتصر التراجع علي المحاصيل ذات الملوحة فقط ولكن حتي قصب السكر من المتوقع أن يتراجع إنتاجه بنسبة ٢٥٪ سنوياً، كل هذا في حالة ارتفاع درجة الحرارة بقيمة درجتان مئويتان فقط بينما يزداد الأمر سوءاً في حالة إذا ما زادت الحرارة عن ذلك وهو أمر متوقع علي خلفية إستمرار ظاهرة الاحتباس الحراري التي نراها بشكل مباشر في صورة موجات الطقس السيء والحرارة القاتلة.
وعلي جانب آخر ينصح الخبراء باتخاذ عدة إجراءات للتعامل مع الأزمة أو تفادي تداعياتها السلبية التي تهدد بمجاعة مائية يتبعها أزمة جوع عالمى، وفي مقدمة هذه الحلول يتعين استنباط أصناف جديدة من المحاصيل تتحمل درجات الحرارة والملوحة والجفاف العالية، وهي الظروف التي سوف تكون سائدة خلال الفترة المقبلة مع استمرار ظواهر الاحتباس الحراري وتداعياته المناخية، كما ينصح المتخصصون بالاتجاه إلي المحاصيل التي تتميز بأن موسم نموها قصير، بالإضافة إلي تغيير مواعيد الزراعة بما يتلاءم مع الظروف الجديدة، وبشكل عام يجب تعديل الخريطة الزراعية الزمانية والمكانية، بمعني تقليل مساحة بعض المحاصيل المسرفة في استهلاك المياة مثل الأرز وقصب السكر.
أما عن تعديل مواقيت الزراعة فمن الملاحظ أنه بالفعل تم تغيير مواعيد زراعة القمح بعدما كانت من أول شهر نوفمبر إلي منتصفه أصبحت تبدأ من أواخر نوفمبر إلي منتصف ديسمبر وهو ما انعكس إيجاباً علي زيادة المحصول بنسبة ٤٪، أما عن محصول الطماطم فقد زادت انتاجيته نتيجة لتغيير مواعيد الزراعة من أول مارس إلي منتصف مارس، وفيما يتعلق بالمحاصيل التي لها بدائل متاحة تم بالفعل التوسع في زراعة بنجر السكر كبديل للقصب وكذلك البطاطس بدلاً من الأرز.
ومن خريطة المحاصيل الزراعية إلي خريطة الإنجازات والمشروعات ذات الصلة بالبنية الأساسية والتنمية الزراعية والاقتصادية والاجتماعية، حيث لم تتجه الدولة إلي إعادة إحياء مشروع توشكي إلا بعد ضمان توفير مياة الري له عن طريق تخزين المياة في سحارة سيرابيوم ناهيك عن فتح مفيض توشكى، وتوسعة وتعميق مجري النيل ومجري بحيرة ناصر وصولاً إلي مشروعات تبطين وتطهير الترع والمصارف للحفاظ علي المياة وتقليل الهدر، والبدء في مشروع الدلتا الجديدة في ظل تصاعد المخاوف من تآكل أرض الدلتا القائمة حالياً بسبب الملوحة ونحر البحر.

مساحة إعلانية