مساحة إعلانية
❐ هؤلاء فرحون وآخرون قلقون والحزب الديموقراطي يجيد لعبة البطة العرجاء
إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي جو بايدن علقت بعض المطاعم والمحلات الكبري داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في مدينة نيويورك لافتات تطالب بعودة الرئيس الذي كان وقتها سابقاً دونالد ترامب، ورغم أن فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لم تكن واردة في قاموس الديموقراطية الأمريكية ولكن وقتها أجرينا حوار عبر الانترنت مع رجل أعمال مصري مقيم عاصمة الاقتصاد الأمريكية بعد أن أرسل صور اللافتات المعلقة علي بعض المحال والذي توقع أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستحسم لصالح ترامب لأن الشعب الأمريكي يريده، تصريحات رجل الأعمال المصري تبدو غريبة لمن يعرف موقف ترامب من الوافدين الغير أمريكان خاصةً العرب والأفارقة، ولكنه أرجع ذلك إلي أن ترامب رجل أعمال واقتصاد لن يرفض أو يحارب وجود المهاجرين الشرعيين خاصةً المستثمرين منهم ولكنه يرفض المتسللين والعاطلين والارهابيين ممن يشكلون عبء علي أي اقتصاد.
وعلي ما يبدو تعجل الرئيس العفيجي تنفيذ هذه الرؤية حين أعلن فور فوزه بالانتخابات الرئاسية حتي قبل أن يدخل البيت الأبيض ويتسلم مهام منصبه في يناير المقبل أنه سيستعين بالجيش الأمريكي لطرد اللاجئين ومنع دخولهم، لتصبح الحقيقة المؤكدة هي أن هؤلاء لن يكونوا سعداء في ظل توليه مهام منصبه، بينما سيحتفي به الأمريكان الذين شعروا بأن بلادهم ضاقت عليهم وموارد اقتصادها لم تعد تكفيهم في ظل تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين، وهو أمر نعيشه نحن كمصريين لا يرحبون حالياً بتزايد أعداد اللاجئين في بلادنا في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية العنيفة، ناهيك عن أزمة تغيير الهوية والثقافة واختلاف السمت العام للمجتمعات التي تترتب علي انصهارهم في المجتمع، وهو ما لا يريده ترامب مثلما يحذر منه غالبية المثقفين المصريين خاصةً من قرأوا تاريخ احتلال الهكسوس لمصر.
وبالرغم من ذلك هناك فئات من الأمريكيين ذوي الأصول الانجلوساكسونية لا يرحبون بموقف ترامب المعادي للاجئين في بلادهم وهؤلاء هم أصحاب الأعمال والمشروعات التي تتطلب أداء مهام شاقة لا تتناسب قدرات الشعوب الشقراء أو يرفض أبناء البلاد العمل بها لصعوبة الأعمال أو تدني الأجور، ومن ثم يصبح الاقتصاد الأمريكي مهدد بفقدان ملايين العمال في مجال المعمار والزراعة والشحن والتفريغ وغيرها من الأعمال.
وعلي جانب آخر تتصاعد مخاوف الدول الفقيرة التي ينتمي إليها هؤلاء اللاجئين والمهاجرين من خطر عودتهم، لأن غالبيتها دول عربية وافريقية تعاني من ظروف اقتصادية سيئة أبرز أسبابها الزيادة السكانية والبطالة والفقر ومن ثم ليست مستعدة لاستقبال طوابير من العائدين سوف يتحولون إلي عاطلين وربما مجرمين أو إرهابيين داخل بلادهم، أما عن كيفية تعويض ترامب هذه الخسائر الاقتصادية الناجمة عن غياب نسبة ليست بالقليلة من الأيدي العاملة تدور التوقعات في اتجاهين الأول أنه لن يتمكن من تحقيق أهدافه بالكامل حال فوز الحزب الديموقراطي المنافس له بأغلبية برلمانية داخل الكونجرس لأنه وقتها سيتحول رئيس الجمهورية إلي بطة عرجاء لا يجد دعم نيابي لتمرير القوانين والقرارات التي يتخذها، فيما يري آخرون أنه سيواصل الضغط علي إيران بتجميد أموالها وارصدتها من ناحية وعقد صفقات سلاح ضخمة جديدة مع دول الخليج النفطية الثرية ليس لحمايتهم من الخطر الإيراني خاصةً في ظل التقارب الحالي بين الفرس والخلايجة ولكن مقابل عدم التلاعب بأسعار النفط عن طريق ما تملكه بلاده من مخزون ضخم قادر علي تحويل ذهب العرب إلي تراب.
ومن واشنطن إلي تل أبيب من غرائب اليهود أنهم منقسمون علي أنفسهم حيث يميل اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة إلي التصويت لصالح مرشح الحزب الديموقراطي أيا كان ومن ثم صوت غالبيتهم لصالح كامالا هاريس بينما لم تخفي حكومة تل أبيب بقيادة بنيامين نتنياهو دعمها وتمنيها فوز ترامب، ليس فقط بسبب الصداقة التي تجمع نتنياهو بترامب وصهره جاريد كوشنر مستشاره لشئون الشرق الأوسط ولكن لقدرته علي حماية الحكومة الإسرائيلية الحالية وبقائها علي مقاعدها أو علي الأقل الخروج الآمن لها، بينما لا يهتم اليهودي الأمريكي ببقاء هذه الحكومة لأنه يعلم أنها فاسدة ومكروهة في الداخل ومن مصلحة الكيان المحتل والمواطن الإسرائيلي نفسه أن يتم اقالتها ومحاكمتها.