مساحة إعلانية
كتب: نبيل بقطر
تقوم العلاقات المصرية الفرنسية علي أسس تاريخية وحضارية وثقافية منذ فترات زمنية بعيدة , وهى متجذرة تاريخيا عبر العصور , وفى هذا السياق نظمت مكتبة القاهرة الكبرى تحت رعاية معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والمخرج هشام عطوة رئيس قطاع المسرح وبإشراف الكاتب يحيى رياض يوسف مدير عام المكتبة وبحضور معالي رئيس الوزراء الأسبق الدكتور/ عصام شرف وأعضاء الصالون البحري المصري وبعض أعضاء الجالية الفرنسية المقيمين فى القاهرة ندوة ثقافية مساء الأحد 16 نوفمبر 2025م تحت عنوان:
"العلاقات التاريخية المصرية الفرنسية خلال القرن 19"
شارك فى اللقاء كل من المؤرخ الكبير الدكتور/ خلف الميري - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى جامعة عين شمس وسيادة اللواء أركان حرب بحري/ محمود متولي - رئيس ومؤسس الصالون البحري المصري والدكتورة/ فاطمة عاشور الأستاذ بكلية الهندسة - جامعة القاهرة والحاصلة على وسام فرنسي برتبة فارس , وأدار حوار المنافشة الكاتب/ يحيى رياض يوسف مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى .
تناول اللقاء عمق الروابط الثقافية والحصارية بين مصر وفرنسا , كما أشاء اللقاء إلى النهضة المصرية الحديثة تحت التأثير الفرنسي منذ عهد محمد علي باشا عن طريق تطوير التعليم والبعثات العلمية إلى فرنسا , كما كان للخبراء الفرنسيين دور بارز فى بناء وتطوير الجيش المصري والبحرية المصرية وإنشاء المستشفيات والنهوض بالقطاع الصحي فى مصر خلال القرن التاسع عشر , كما كان للمثقفين المصريين دور كبير فى النهضة العلمية المصرية عن طريق الترجمات للكتب الفرنسية أمثال رفاعة الطهطاوي , كما كان للمهندسين الفرنسيين دور بارز فى بناء وتطوير المباني والقصور فى مصر خاصة فى القاهرة الخديوية فى عهد إسماعيل من خلال دعوة فناني الديكور الفرنسيين فى عمل الجدرايات والتركيبات والإنشاءات المعمارية , وكان للثقافة الفرنسية دور كبير فى تشكيل الثقافة المصرية حيث تم تكثيف النشاط الصحفي الفرنسي فى عهد إسماعيل , كما فرض إسماعيل اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى فى جميع المؤسسات التعليمية , كما كان لحملة اليونسكو الدور الأكبر فى إنقاذ آثار النوبة وأبو سمبل خلال القرن العشرين .
ومن المؤكد تاريخيًا أنه لم يكن بمقدور فرنسا النظر إلى مصر كمستعمرة أو منطقة نفوذ ، فقد كانت فرنسا تسعى إلى الحفاظ على مصالحها المهددة فيها ومراقبتها ، حتى تأتي بمردود أفضل سواء على المستوى المالي أوالصناعي أو على المستوى الثقافي, وقد ساندت فرنسا مشروع محمد علي التحديثي طوال عقود، وذلك في إطار صراعها مع بريطانيا, إلا أن الأنجليز كانوا يدركون أن نجاح محمد علي سيشكل انتصارا لنموذج التحديث الفرنسي، فخاضت لندن حربا شرسة لضرب الأهداف الإستراتيجية للتحالف الفرنسي – المصري .
ومن المعروف أن العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا متجذرة تاريخيا وقد بدأت العلاقات الأثرية بين مصر وفرنسا فعليًا مع اكتشاف حجر رشيد عام 1799 على يد ضابط فرنسي خلال الحملة الفرنسية على مصر ، فقد أنجبت تلك الحملة ولادة علم المصريات ، وأسفرت عن واحدة من أعظم الاكتشافات في العالم ، وهو "حجر رشيد"، الذي مهّد لفك طلاسم اللغة المصرية القديمة، ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الحضارة المصرية القديمة محور شغف فرنسي لا ينطفئ، وعليه تظل العلاقات الأثرية بين مصر وفرنسا مجالًا خصبًا للبحث والمراجعة.
نُقش الحجر بثلاث لغات: "الهيروغليفية، الديموطيقية، واليونانية" مما سمح للباحث الأثري الفرنسي "شامبليون" بفك رموز اللغة المصرية القديمة عام 1822، مؤسسًا بذلك علم المصريات ، وبالرغم من أن بريطانيا استولت على الحجر ونقلته إلى المتحف البريطاني ، إلا أن الفضل العلمي في قراءته يُنسب إلى فرنسا .
فضلا عن أن متحف اللوفر يُعد واحدًا من أهم المتاحف في العالم، ويضم قسمًا ضخمًا للآثار المصرية القديمة ، ويُعد ثاني أكبر مجموعة آثار مصرية خارج مصر بعد المتحف المصري في تورينو بإيطاليا.
القطع الأثرية بدأت تتراكم منذ القرن التاسع عشر، عن طريق بعثات أثرية فرنسية، بعضها حصل على القطع بشكل "قانوني" وفقًا لقوانين التنقيب آنذاك، والبعض الآخر تم تهريبه أو الحصول عليه في ظل الاستعمار .