مساحة إعلانية
أنت نعم أنت هل تعرف الأصول لنيل لذة الوصول ؟ هل تعرف منحة العطاء لإرساء قواعد البقاء ؟ تشغلنا الدنيا بكل ما أوتي فيها ، نسكنها ونحن نعلم أننا منها راحلون ، نتنازع في منازلها، نسبح لنربح ، ونجري لنسعد ، تأخذنا راحلة الحياة من نزلة الخديج إلي دار المقامة والوعيد ، نتسابق لنسبق وكل منا يعد راحلته ، ونحن في خضمها ما بين ساع ومسعي وما بين راع ومرعي تتطاير الصحف ، تعلو الكلمة ويكتب القلم ، وكل منا له شأوه - وحينئذ - لا ندري ! يذهب الحق ويبقي الباطل ، وفي مسار الإنشغال يمتد الصراط علي قيد شعرة ، رحلة بعدد سنوات القمر ولا ندري ما الحساب ، قيمة مطلقة في معرفة تبوح بها الأرواح في مسعاها الأخير ، نشم رائحة العذاب ونخشي ما نخشاه أن نسقط فيها ، ينادي المنادي فترتعد القلوب ، الحياة حلوة المذاق إذا ما اتسقت مع ما نصبوا إليه ، وإذا أردت أن تكمل المسير يلاحقك الموت أينما كنت ، نسافر لنستقي من فيض المشاعر العابرة نستلهم ما تبادر من أرواح من سبقونا سواعد العطاء ، وفي خضم هذا نطوف ما بين مشاهد الوصول، تحدثنا القلوب بشغاف من أمل ، نحتض المساء البعيد، وفي أول محطة للقطار نستعد ، في مقام الحب يتنفس المحبون ، تلتقي الأنفاس بعضها البعض لتمتزج في شهد الرضاب ، تتبعثر الحروف عبر منافذ من نور ، وقفة مع النفس وشهقة تأخذك إلي عنان السماء ، ركلة لمطر تبدو عليه علامات التعجب ، وقمر قد زاغ البصر فيه ، نجوم تدرك أن الليل لن يدوم طويلا فتنظر من وراء حجاب ، شهب تلاحق كل من أراد أن يقترب تظهر الشمس لتبدد كل شىء .
hyasser10@yahoo.com