مساحة إعلانية
شاهت وجوه الذين لا يعرفون لمقام الحب والوصل فجراً ولا إشراقة صباح باسم يعطر القلوب ويسقي أرواحها ، تطوف أرواح المحبين بعضها بعضاً لتروي ظمأ من عطشت نفوسهم وسكرت قلوبهم فتأنس برواق عشرتهم فتمتزج في عروق أوصالهم دماء تسير في وصل أقلامهم لتكتب ما رق وما راق من حروف عبير الكلام ونسائمه ، وفي ربيع الفردوس تتجالس الأنفس لتتجانس في وحدة الطواف غير عابئة بمعلول الكلام أو بمدلول الأفعال ، وما بين السعي والسعي تدق أجراس الصفوة من بني البشر قلوب المحبين لتبشر بقدوم الساعى، فيض من الابتسامات التي تطفو علي صفحات الوجوه لترنو تعبيرات القلوب بما هو شائق ، تتطاول رقاب الأعين لتتمتع بالنظر إلي روافد أنهار المحبة ، نفتح سدود سواد الأحزان لتعبر المياه فتغسل ما ران عليها ، تتطاير صحف الشوق ليلتقطها كل محب بيمينه ، وما بين هذا وذاك تتساقط أوراق الخريف وحينئذ تتجافي القلوب عن المضاجع لتقف شاهدة علي حركات المد والجزر فوق شواطئ الصبر، نشرب لنلق بأنفسنا في جب الورع ، تأتي سيارة فتبيعنا بثمن بخس، فتأخذنا لطائف الرحمة في جلابيب وداعة النفوس وزاد الشهد، نكتب فيما هو منسوب إلينا بأننا بشر، نخط بأقلام مملوءة صبراً وحكمة ، فتأتي إشارات الاستقبال بمتسع شواهدها بأن عترة الرجال يساقون إلي مسعاهم الأخير، نترافع في محكمة العدل عن نوبات التقصير وعصابات المغفلين، نطرق الأبواب بكل ما أوتينا من قوة ، تفتح الأبواب علي مصارعها فنهم بها وتهم بنا ولولا براهين الحق التي تحجب عنا نوازع الشر لقضت سواتر نفوسنا، نتحسس قميص الصبر فإذا بريح يوسف تأتي لنعود مبصرين، أفيض بنوازع الفيض لأنظر تأويل رؤياى، سبع عجاف وخبز تأكل الطير منه وأحدهما يسقي ربه خمرا.
hyasser10@yahoo.com