مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (تأملات في قول الله تعالى:لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ )

2025-03-22 21:29:10 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (تأملات في قول الله تعالى:لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ )
ياسر القاضي
منبر

“لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ” وردت هذه الآية الكريمة في سورة غافر (الآية ١٦)، حيث يقول الله عز وجل: “يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَي عَلَي اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ” هذه الآية تتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث يتجلي سلطان الله المطلق، وتنتهي جميع مظاهر الملك التي كان البشر يتنازعون عليها في الدنيا، فلا يبقي إلا مُلك الله الواحد القهار، ومن دلالات هذه الآية ومعانيها، إظهار تفرد الله بالملك يوم القيامة، ففي الدنيا يتوهم بعض الناس أنهم يملكون الجاه والسلطان بل تعد الأمر إلي  أنهم يظنون جهلاً بأنهم يملكون رقاب الناس وأرواحهم والعياذ بالله، لذا فإنهم لا يحرمون أنفسهم  من السعي في الأرض فساداً ، فلا تنام أعينهم علي ظلم الناس بل تهنأ قلوبهم  بقتلهم وهتك أعراضهم، ظن السوء منهم بأنهم ملكوا الدنيا وخُلدوا فيها، يسعون كما الذئاب، وينبحون كما الكلاب، فلا رفَصَ لسعيهم ولا حِجاب علي قولهم ومُنكر وقبيح أفعالهم فعقولهم مغلولة،  وقلوبهم مقفولة،  فلا يسمعون إلا لشياطينهم ولا يأتمرون إلا بأمرهم،  فهم في المنكر سواء، وهم مع إبليس علي موعد ولقاء ، ولكن وأسفاه تخفي عنهم  الحقيقة أن الملك كله لله الواحد القهار ،  أما في يوم القيامة، فيتجلي هذا الأمر بوضوح مُطلق، فلا يبقي مُلك إلا لله وحده جل شأنه، إقرار العبودية لله القهار ، والسؤال في الآية يأتي بصيغة الاستفهام التقريري، فلا أحد يستطيع أن يُجيب إلا الله يُجيب بنفسه علي نفسه بقوله: “لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ”، فيُذعن الجميع لحقيقة أن الملك كان وما زال وسيبقي لله وحده- جل شأنه- وكل الملوك في زوال ، وصف الله ذاته بذاته  بالوحدانية والقهر “الواحد” : أي المتفرد بالألوهية، فلا شريك له في مُلكه “القهار”: أي الذي يقهر كل شيء بقدرته، فلا يستطيع أحد أن ينازعه أو يخرج عن إرادته,
فإذا قال ملك الملوك جل شأنه وعظمت قدرته “لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ” فلا صوت يُسمع ولا عين تُرفع ، فيجيب الله بذاته علي ذاته “الملك اليوم لله الواحد القهار” فأين المترفون ؟ أين المنعمون ؟ أين الملوك ؟ أين وأين وأين ؟ قد خضعت الرقاب وسُلسلت بالسلاسل وجُرت علي الصراط للحساب ، حينها يُدرك الإنسان أن الملك لله وحده، فيزول عنه الكِبر والغرور، فهو يومئذ بالحساب مشغول وبما اقترفه مسؤول ،فيوم القيامة يوم تظهر فيه الحقائق، ويحاسب فيه كل إنسان علي العظائم والدقائق، هنا يتذكر وعلي ما فات يندم ويتحسر، لأنه وقف علي باب المعرفة بأن المُلك الحقيقي هو ملك الله، وأن الدنيا وما فيها زائلة.
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية