مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي :حاول تفهم (سلام الضباع في أثيوبيا)

2024-01-17 06:00:51 - 
ياسر القاضي :حاول تفهم (سلام الضباع في أثيوبيا)
د.ياسر القاضي
منبر

أخذتني مواثل نفسي لأن أشاهد برنامج الجزيرة الوثائقية، وكان من ضمن مشاهداتي حلقات خاصة للرحالة ‘ لؤي العتيبي ‘ تحت عنوان “ أثيوبيا علي الأقدام “ شاهدت بشغف غير متوقع الحلقات كاملة، وذلك لأنني اكتشفت من خلالها عوالم خفية عن عالمنا، ورأيت أحداثا لم أكن أتوقع أن أراها من قبل أو من بعد، وأصابني إحساس مفعم بنوبات الشكر علي ما نحن فيه من نعم، رأيتني أشاهد في هذه الحلقات المعدة خصيصاً للقبائل الإثيوبية - فإذا بي - أري عجباً قبائل إثيوبية تعيش في معزل عن العالم ولم تر من حداثته شيئاً، قبائل ما زالت في بواكير حياتها فلم تعرف سوي ما نشأت عليه منذ ألاف السنين، وكان من بين هذه القبائل قبيلة تسمي “الهرر“ تلك القبيلة حققت أغرب أنواع السلام، أو قل: السلام المستحيل، يحكي أن هذه القبيلة كانت تهجم عليها الضباع ليلاً، مما أدي إلي إصابة أعداد من رجال وأطفال القبيلة بالأذي - لذا - قرر رئيس القبيلة أن يعمل نوع من أنواع السلام مع هذه الضباع، وكيف يتأتي ذلك والضباع من الحيوانات المفترسة التي يصعب ترويضها ؟ ولكن رئيس القبيلة استطاع أن يحقق ذلك! كيف؟ لقد قام رئيس القبيلة بتقديم الطعام من اللحوم لبعض الضباع، وكان يقدمها بنفسه، وتكرر الأمر بشكل يومى، حتي أن الضباع أصبحت تنتظر كل يوم وجبة الطعام، بل إن الأغرب من ذلك هي دعوة الضباع بعضها بعضا لتناول الوجبه لأنها رأت في شيخ القبيلة صدق المعاملة، بل إن شيخ القبيلة حقق معادلة صعبة في كيفية استدعاء الضباع لتناول الطعام، وبهذا الأمر عاش أهل القرية في سلام، وتوالي هذا الأمر حتي أصبح عادة تتبع إلي هذا اليوم، حقا هو - أغرب أنواع السلام - التي سمعت عنها “سلام الضباع” إذا كان هذا الأمر تحقق مع الحيوانات الشرسة التي لا يمكن ترويضها أو التعامل معها، ألا يدعونا ذلك إلي تحقيق السلام مع بعضنا بعضاً، كل شىء لم يعد مستحيلاً إذا ما أدركنا أن - الله سبحانه وتعالي - منحنا الحياة لنحقق فيها الإصلاح لا إلافساد ، منحنا نعمة العقل التي تفصل بيننا وبين الحيوانية المطلقة .

مساحة إعلانية