مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

وفاء ابو السعود تكتب: ما بين ماضي منهوب وحاضر مسلوب

2024-04-29 04:11:49 - 
وفاء ابو السعود تكتب: ما بين ماضي منهوب وحاضر مسلوب
وفاء ابو السعود

سمعت بالأمس عن خبر مفادة أن الجهات الأمنية قد كشفت عن أحد المواطنين الذي يقتني ١١١٨ قطعه اثار في بيته، اثارني الغضب، ودفعني للبحث عن تفاصيل الخبر على جوجل، حيث أوضح الخبر بانه وبتاريخ ٢٦ إبريل في ضربة أمنية مؤثرة ضد حائزي ومتاجري القطع الأثرية نجحت الداخلية في ضبط القطع الأثرية بحوزة موظف بأسيوط بقصد الاتجار.

 ولكني وعند البحث وجدت اخبار اخري متتالية طبقا لألية البحث المتبعة في جوجل لاكتشف ما اثار غضبي بشكل أكبر مما اتوقع، فقد كانت نتائج البحث مذهله بكل المقاييس، فقد وجدت بانه وتقريبا كل شهر يتم القبض على أحد مقتني الأثار، وبكميات مهولة بغرض الاتجار سأستعرض منها البعض.
 لعلك تكتشف ايها القاري الحقيقة بنفسك التي تتوه منا في زحمة الحياة خبر يلي الاخر لمده ٥ شهور الماضية 

في ٩ مارس ٢٠٢٤ 
ثم ضبط 437 قطعة أثرية بحوزة تشكيل عصابي في محافظة بني سويف جنوب القاهرة، وهي عبارة عن (3 توابيت خشبية بداخل إحداها مومياء - 400 تمثال حجري - 29 تميمة - 2 قناع خشبي خاص بالتوابيت المضبوطة - تمثال خشبي - 2 قنينة من الفخار). 

في ٢٥ فبراير ٢٠٢٤ تم ضبط 1400 قطعة أثرية في الجيزة كان أبرزها مومياء - عدد 2 تابوت خشبي بداخله مومياء - تابوت على جزئين غير مكتمل من المرمر - عدد 2 تمثال خشبي - عدد من اللوحات الحجرية ولفائف البردى والجعران والقلادات مختلفة الأحجام والأشكال – عدد من التماثيل وأجزاء تماثيل غير مكتملة متنوعة تعود لعصور قديمة – عدد من القطع الحجرية والخشبية وقطع من الزخرف والفيانس والفخار وأدوات منزلية تعود لعصور مختلفة – عدد من العملات المعدنية مختلفة الأشكال والأحجام تعود لعصور قديمة 

وفي الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤ تم ضبط شخصين في الفيوم بحوزتهما ١٠٦ من القطع أثرية تعود لعصور قديمة مختلفة. منها لوحة معدنية محاطة بإطار من الخشب - مخطوطة أثرية وصندوق خشبي مزخرف - 3 قطع من قماش الكتان عليها كتابات أثرية - لوحات - أيقونة خشبية مطعمة بالعاج عليها رسومات أثرية - كتاب بغلاف معدني مدون به كتابات بعدة لغات - 2 قطعة خشبية مستديرة عليهما رموز لاتينية - سلسلة معدنية - 7 ورقات من الجلد عليها كتابات ونقوش تاريخية - 85 قطعة عملة معدنية مختلفة الأشكال والأحجام تعود للعصر الروماني 

وفي ٢٧/ ١٢/٢٠٢٣ تم ضبط تمثالا و44 قطعة أثرية و1795 عملة معدنية بمنزل موظف بالمعاش في المنيا تاجر آثار من بينها مركب أثري وعملات نادرة وتماثيل
ولا أبالغ إن قلت ان هناك شهور يتم ضبط أكثر من واقعه أو أكثر من أثنين في الشهر الواحد .
 كان هذا فيما يخص اغتيال الماضي والتاريخ والاستيلاء على الحضارة والمقتنيات الأثرية والتي تتعدي قيمتها الملايين وأحيانا المليارات من قبل قلة فاسدة.

 أما الآن ونظرا لتأسد البعض واستهوانه ليس بالتاريخ فقط، وانما بالروح البشرية، فيتم قتل الحاضر في تقنيه مستحدثة، مستمتعا مجرم تنفيذها بما يفعل مصورا ذاته اثناء ارتكاب الجرم.

حيث عُثر على جثة طفل 15 عامًا، الشهير بطفل شبرا داخل شقة في شبرا الخيمة، وتم القبض علي أحد متاجري الأعضاء البشرية 

 والذي قام بتصوير نفسه لايف وهو يقتل الطفل ويستخرج الأحشاء من الجثة ويضعها في أكياس بجواره مقابل وعد بتلقي مبلغ 5 ملايين جينه. وقد نفذ الجريمة عبر اتصال فيديو مع المتهم الثاني
أما المتهم الثاني في القضية فقد أفاد بأنه قد طلب قتل الطفل وتصويره لبيع الفيديوهات لبعض المواقع مقابل مبالغ مالية.
 وبأنه يبيع الفيديوهات بمقابل كما افاد أن جريمة قتل الطفل ليست الأولى وبأنه قد نفذ الأمر من قبل عدة مرات مقابل مبلغ مالي كبير وهو الدافع وراء طلب قتل الطفل

كان هذا استعراض للخمسة شهور السابقة فقط وذكرت المقتنيات المذكورة ليعلم القارئ قيمة المقتنيات المسروقة والثروات الضائعة والتي هي ملك لكل مواطن مصري يعيش على هذه الارض.
وسؤالي كيف لشخص ان يستحوذ علي كل هذا الكم من القطع الأثرية، حتي تتعدي الالف دون انتباه من أحد فمثلا ١١١٨ قطعه هي اكيد حصيلة فترة زمنيه تتعدي السنوات.

فاين كانت الرقابة خلال تلك السنوات وما هي الاجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة لمنع تكرار مثل هذا الحدث، ام سننظر حتى يتم تصفيه تاريخنا تماما ، ثم نبحث عن حلول؟  اين المسئولين في الاثار والمتاحف وهم ينقبون عنها لو كان لدينا خريطة باحتمالية تواجد تلك المناطق الأثرية ما حدث ذلك
أين مواطني الجوار والذين ولا شك لاحظوا ذلك، فالحفر لا يتم في الخفاء ولا يتم تنويم كافة المجاورين تنوما مغناطيسا. 
 فان لم نكن شعب يعلم قيمه الماضي ويسعي بكل قوته أن يحافظ على ثروات البلاد وتراثها القومي. فأذن نحن بحاجه الي استراتيجيه مختلفة تضمن لنا ان لا يضيع حق المواطن الشريف الذي يعيش على حد الكفاف مع المجرم الذي يتمتع بثروات غيره ويتلذذ هو بكل متع الدنيا واحفاده من بعده على حساب باقي المواطنين.
 فهل سيستمر الأمر ونسير في نفس الطريق ... اغتيال الماضي وقتل الحاضر أم أن هناك امل ولو ضئيل نسير خلفه؟

مساحة إعلانية