مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

وفاء أبو السعود تكتب: عيد العمال بين الوهم والحقيقة

2025-05-03 06:08:33 - 
وفاء أبو السعود تكتب: عيد العمال بين الوهم والحقيقة
وفاء ابو السعود
منبر

نحتفل في ١ مايو من كل عام بعيد العمال، ولنا ان نفخر جميعا بتلك الفئة التي تدفع من أعمارها وصحتها وروحها ما يُبني ويُنشيء ويُعمر في كل مكان، وما كانت تلك اعمارها في سبيلنا جميعا فما كانت تلك النهضة التي نعيشها من تشييد مدن وقرى ومحافظات وطرق وكباري ومواني الا بأيديهم وجهدهم، فلا نهضه لأمة لم تستغل سواعد ابنائها، ولا خير فينا إن لم نقدر كم الجهد والتعب والعرق لهذه الفئة والتي ولازالت تعاني اشد المعاناة، 
فهل الاحتفال بعيد العمال حقيقة أم وهم، واقع أم خيال، تلك الفئة على اختلافها وتنوعها منها العمالة المنتظمة أو مؤقته أو الموسمية وأخري غير منتظمة حيث أن المجال يتسع بأن يطلق على كل من يقوم بعمل فهو عامل 
ولكني سأختص بعض الفئات التي تعمل فقط لتتكسب وتعيش ولا تدري معنى دولة أو قوانين أو رعاية وحماية إجتماعيه ولا تدري أيضا أي شيء عن أصحاب الأعمال والعمال والنقابات العمالية واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية واتحاد العمال تلك الفئة التي تستيقظ مبكرا وتفترش الشوارع والارصفة في كل الظروف الجوية الملائمة او في صقيع البرد القارس والمطر المنهمر أو في حرارة الشمس المتوهجة والتي تركت سماتها على جباههم وتشققت جلودهم من صهد حراتها، وترك الزمن علاماته على وجوههم.
 يعمل يوما ولا يجد العمل أيام، ومع ذلك لا يتكاسل أو يتراخى، فهو يعلم جيدا ان لم يسع ويخرج ويبحث فلا كفيل له ولا لأولاده من بعده 
يسعى يوميا باحثا عن عمل لاهثا الي اي مكان وهو يشير له حتى يضمن قوت يومه ورزق اولاده لهذا اليوم، بلا أدني تقدير لقدرته البدنية ولا الي فئته العمرية، صغير تحت سن العمل أم كهلا لا يقوي على حمل ادواته والتي تمكنه من القيام بهذا العمل
 ولك أن تتخيل إن اقتربت سيارة من هذا الجمع أو اشار أحد المارة لاي منهم لتجدهم يهبون جميعا سعيا لأن يكون هو المقصود، فهل لهؤلاء من يبحث عن وضع قوانين تضمن لهم الحماية الاجتماعية وتشملهم سياسة الدولة مع الاخرين.
 لقد أصبح المجتمع وبكل طوائفه في خدمة اثرياء العصر من اصحاب الثروات والفنانين والاعلامين واللاعبين واليوتيوبر، الذين لا يعملون لخدمة المجتمع وانما يعملون لخدمة أنفسهم وفقط ولو توقف اي مجال منهم كاملا فلن يضيرنا شيء أما هؤلاء فلا تستقيم الحياة بدونهم 
بل اصبحت معظم المؤسسات نفسها تسير في ركبهم وتخطو في دروبهم وتعمل لمصالحهم حتى المؤسسات الخيرية التي ترغب بجمع المال لاستخدامه فيما ينفع تستعين بهم في إعلاناتها 
أطلقنا العنان لعالم الماديات ولعالم المفسدين في الارض غير مبالين بما يصنعه فينا وفي اجيالنا القادمة مضحين في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، فأين هؤلاء وبائعه الجرجير المسنه والتي قد تجاوزت السبعين من عمرها وتخرج يوميا بحثا عن قوت يومها تفترش الارض ويتساقط عليها المطر وتجلس وسط الطين لتبيع ببضع جنيهات تعيش بها ولا تمد يدها للمارة كغيرها 
وهناك شركات تتعامل مع مؤسسات حكومية ولديها عمالة، تتقاضي رواتب من تلك الجهات الحكومية ليتم منح العامل أقل من نصف القيمة الإيجارية وتحتفظ لنفسها بما تبقي من راتبه في صورة مستحدثة لتجارة الرقيق التي لازالت متواجدة، ولكن بصور مختلفة
لا ننكر بأي حال جهود الدولة ورغبتها الجادة في تخفيف العبء عن تلك الفئات، ولكن مازال الطريق طويلا فلابد من دراسة المجتمع بكل شرائحه وإيجاد سبل حمايه لهؤلاء كما نؤكد كذلك ان العبء أكبر والحمل أكثر بكثير من أن تحمله الدولة منفرده فعلي اصحاب رؤوس الاموال ان يتقوا الله ويعطوا رواتب عادله للعاملين في القطاع الخاص ويقوموا بالتأمين علي موظفيهم دون أي تلاعب وعلي أصحاب الشركات ان تتقي الله ولا تتكسب من عرق وجهد وصحة الفقراء وهم يجلسون امام شاشات التلفاز ٨٠ الـ  بوصه في الغرف المكيفة .

مساحة إعلانية