مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في كل فترة يخرج من يلوّح بعبارات ضخمة… "كساد عالمي جديد"، "انهيار قادم"، "أزمة لا مثيل لها".
ومع أن العالم يمرّ بتحديات حقيقية، فإن المشهد أبعد ما يكون عن هذا الخطاب المبالغ فيه.
المشهد كما هو… دون تهويل
الاقتصاد العالمي اليوم لا ينهار، لكنه أيضًا لا ينطلق بقوة. نحن أمام حالة تباطؤ مدروس وليست أزمة كبرى.
التضخم يتراجع، الفائدة تستقر، الأسواق تتكيّف، والدول تمتلك أدوات تتعامل بها مع الضغوط.
•الولايات المتحدة ما زالت تحقق نموًا متوازنًا مع مستويات بطالة منخفضة.
•أوروبا تمرّ بركود بسيط لكنه تحت السيطرة.
•الصين تواجه تباطؤًا في العقار لكنها تظل من أسرع الاقتصادات نموًا عالميًا.
•الخليج يسير في مسار مختلف تمامًا، مدعومًا برؤية تنويع اقتصادي قوية واستقرار مالي واضح.
ولا يوجد أي تقرير دولي معتبر – لا من صندوق النقد ولا البنك الدولي – يتحدث عن “كساد عالمي جديد”.
الواقع أقل درامية… وأكثر واقعية.
أين تكمن نقاط القلق؟
رغم عدم وجود انهيار، إلا أن هناك أربعة ملفات حساسة يجب أن تظل تحت المراقبة:
1.الديون العالمية المرتفعة
2.التوترات الجيوسياسية
3.تباطؤ الصين وتأثيره على التجارة الدولية
4.أسعار الفائدة المرتفعة وضغطها على الشركات
هذه ليست بوادر “كساد”، بل مخاطر تحتاج إدارة ذكية وصنع قرار سريع.
وسط الضباب… الفرص ما زالت موجودة
حتى في أقسى الظروف، نجحت دول في تحويل الأزمات إلى نقاط قوة.
دول الخليج خير مثال، وكذلك بعض الدول الآسيوية التي التقطت لحظة التحولات الاقتصادية وركبت الموجة.
خاتمة: أين تقف مصر وسط هذا المشهد؟
مصر تقف اليوم في مرحلة حساسة، لكنها ليست بلا خيارات.
فرص النمو حاضرة بوضوح إذا تم التركيز على:
•تسهيل الاستثمار الحقيقي بدل إرهاق المستثمر بالإجراءات.
•توطين الصناعة وزيادة الصادرات بدل الاعتماد على الواردات المكلفة.
•جذب رؤوس الأموال الخليجية والدولية عبر شراكات واضحة وشروط مستقرة.
•الاستفادة من موقع مصر الجغرافي والبشري كمنصة لوجستية وصناعية للأسواق الإقليمية.
العالم اليوم لا يعيش انهيارًا، بل يعيش إعادة تشكيل.
والدول التي تفهم هذا التغيير وتتحرك بسرعة ستكون هي المستفيدة.
ومصر – بإمكاناتها وتاريخها وموقعها – قادرة أن تكون واحدة من هذه الدول، إذا تم التعامل مع الواقع بعقل بارد ورؤية واضحة
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
.jpeg)
