مساحة إعلانية
لم تكن سطور هذا المقال تملقاً أو نفاقاً، و لكنها رسالة شكر و إمتنان، وإحتفاء بـ إنجاز يكتب في تاريخ الوطن بـ حروف من نور، ملحمة قامت بها أجهزة الدولة السيادية بـ قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أحبطت مؤامرة كانت تستهدف أمن و إستقرار الوطن.
من اليوم الأول لحرب الإحتلال على غزة، وضعت مصر خطوط حمراء ممثلة في رفض التهجير، والتصدي لتصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، و رغم كل العقبات، نجحت مصر في تحقيق أهدافها.
لم يكن الأمر سهلاً، بل تعرضت الدولة المصرية جراء هذا الموقف لـ ضغوط إقتصادية هائلة تزامنت مع إغراءات بـ إسقاط الديون و إقامة استثمارات ضخمة ، من أجل تحريك الموقف المصري قليلاً، أو غض الطرف على سيناريو التهجير.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى التخوين و التشكيك في الدور المصري، الذي انصب في صالح القضية الفلسطينية، فقد اتهمت الدولة المصرية بـ حصار الفلسطينيين و المشاركة في تجويعهم، وهو ما أثبت كذبه مراراً وتكراراً من خلال إلقاء الضوء على أطنان المساعدات التي تضعها الدولة المصرية على الحدود، من أجل إدخالها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقد امتد الأمر من الإتهامات لـ التظاهر ضد مصر في عدد من عواصم دول العالم، ومحاولات الاعتداء على السفارات المصرية في بعض الدول، و قوافل وهمية لدعم غزة، من خلال إقتحام معبر رفح، و الأمر لا يعني غزة أو شعبها ولكن يستهدف جر مصر في مواجهة مسلحة مع الكيان.
كما لم تقف المؤامرة على الدولة المصرية عن هذا الحد، بل امتدت إلى محاولات إختزال الدور المصري والتقليل منه، و ذلك عبر مخططات تمثلت في التهميش، والقفز على الدور المصري في القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة، والعمل على إبعاد مصر عن التأثير وصنع القرار.
ولكن نجحت الدولة المصرية في إجهاض هذه المؤامرة مرة أخرى، و إستطاعت مصر بـ قيادة الرئيس السيسي و الأجهزة السيادية و رجال مصر الأوفياء، تحويل هذه المؤامرة لـ إنجاز تاريخي جديد ينضم لـ سجل إنجازات الدولة المصرية ، للعبور بـ مصر أمنه مستقرة من خطة كانت تريد النيل من سيادة الدولة المصرية على أراضيها، وربما أرادت جر مصر لمواجهة عسكرية غير مدروسة.
فقد عبرت مصر بفضل جهود مناوراتها الدبلوماسية والسياسية، وإستطاعت فرض رؤيتها وتحقيق أهدافها، و خرجت سالمة من هذه المؤامرة، والخطة التي أعلنتها القاهرة لوقف الحرب وإعادة الإعمار، والوصول إلى حلم إقامة الدولة الفلسطينية، أقنعت العالم شرقاً وغرباً إنها الأنسب للخروج من الأزمة الجارية في قطاع غزة، وهو ما رضخ إليه سيد البيت الأبيض في نهاية المطاف، و سعى لتحقيقه هذه الخطة لإنهاء حرب غزة.
وبعد 52 عاماً ، وفي ذكرى انتصارات حرب أكتوبر 73، حققت مصر إنتصار جديد في أكتوبر 2025، لتعبر بـ الوطن و المنطقة بـ الكامل من غياهب الحرب لتصل إلى بر السلام.