مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب : ما بين العقلية والعقيدة حقق خير أجناد الأرض إنتصار أكتوبر

2025-10-06 04:41:12 - 
هبه حرب تكتب : ما بين العقلية والعقيدة حقق خير أجناد الأرض إنتصار أكتوبر
هبه حرب
منبر

تظل الانتصارات نقاط مضيئة في تاريخ الجيوش، ويزداد الأمر فخراً حين يكون الانتصار ساحق في حرب ضد عدو لدود، ونعيش الآن ذكرى إنتصار حرب أكتوبر المجيدة، الذي حقق الجيش المصري فيها إنتصار ساحق على جيش الإحتلال الإسرائيلي، لقنه خلالها درساً لم ولن ينسى.

ولأن كل حرب تخضع لـ مقارنات بين الجيوش القائم الحرب بينهما، ورغم أن فارق القوة والتسليح والدعم المادي والمعنوي والعسكري، كان لصالح جيش العدو، لكن النصر كان في صالح الجيش المصري، ويعود الفضل في ذلك لـ سببين جوهريين هما العقلية والعقيدة لدى الجيش المصري خير أجناد الأرض. 

وفيما يخص العقيدة، فإن العقيدة القتالية للجيش المصري، وتتمثل في إما النصر أو الشهادة، فلا حلول وسط، ولا إحتمالية للهزيمة، فـ الجندي المصري يقدم حياته ثمناً للدفاع عن أرضه، أو يحقق النصر. 

أما عن العقلية، وهي العنصر الفارق في معادلة الحرب، و التي كانت نتيجتها النصر للجيش المصري، فقد برزت في أكثر من محور خلال حرب أكتوبر المجيدة. 

عقلية الجندي المصري الذي خطط لتكون الحرب بالتزامن مع عيد ديني للعدو، يتوقف خلاله أغلب الأنشطة المدنية والعسكرية، وهي العقلية نفسها التي اختارت اللغة النوبية المنطوقة وغير المكتوبة لتكون شفرة الإتصال بين القادة والقوات خلال الحرب، و حتى و إن لاجئ جيش العدو الإسرائيلي للتجسس على إتصالات القوات لا تستطيع الوصول إلى شيء. 

وهي العقلية ذاتها التي إستطاعت تدمير الساتر الترابي لخط بارليف التي تغنت إسرائيل بقوتة وشدة تحصينه من خلال خراطيم المياه فقط، بجانب سد فتحات النابالم التي كانت مخطط لها بتحويل مجرى قناة السويس لـ بحر من النيران، من خلال شجاعة و بسالة الضفادع البشرية أبطال البحرية المصرية. 

كما أن هي العقلية، التي طورت القوات الجوية المصرية التي كانت نقطة الضعف في الحروب السابقة، وكانت تتكون من عدد قليل من الطائرات محدودة الإمكانيات أمام طائرات متطورة يمتلكها العدو، لكن إستطاعت القوات الجوية أن تكون مفتاح النصر في حرب أكتوبر 73، وذلك من خلال الضربات الجوية التي شلت حركة و رد فعل العدو، وقصفت نقاطه الحيوية والحصينة، ومهدت للعبور ومن ثما النصر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وهي قوات الجوية نفسها التي نجحت في معركة المنصورة أطول المعارك الجوية في التاريخ في تكبيد العدو درساً قاسياً ، وخسرت القوات الإسرائيلية عدد كبير من طائراتها و إنسحبت وهي تجر في أذيالها الهزيمة والخسائر الفادحة في العتاد و الأفراد. 

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهرت العقلية المصرية في طفرات كل سلاح من قوات الجيش المصري، التي أظهرت إستبسال منقطع النظير، فـ قوات الدفاع الجوي التي قهرت موشي ديان، وعجزت القوات الإسرائيلية عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وقوات المشاة والمدفعية، التي قدم أفرادها بطولة ، فقد أطلقت المدفعية أكثر من 2000 مدفع في اللحظات الأولى من الحرب، دمرت من خلالها مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية، أفقدت قوات الإحتلال توازنها، أما قوات المشاة فقد نجحت في إحباط الهجمات المضادة لسلاح المركبات لجيش العدو، كما قامت بنقل المعدات والأسلحة الثقيلة لأرض المعركة. 

و بجانب العقلية والعقيدة، فإن العزيمة والقوة والإصرار كانوا سلاح ودافع خير أجناد الأرض في الانتصار و إسترداد الأرض، وهو ما نحيي ذكراه كل عام بـ عزة وفخر، لتكون حرب أكتوبر المجيدة نبراساً للأجيال، و درساً قاسياً لكل المتربصين.

مساحة إعلانية