مساحة إعلانية
خرج ترامب مهدداً بـ الجحيم في الشرق الأوسط في حالة عدم الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة لدى حركة حماس، وذلك في مهلة تستمر حتى توليه مقاليد الحكم في 20 يناير المقبل.
ويأتي تهديد ترامب بعد تهديد آخر لدول بريكس، بـ جمارك 100٪ على دول المجموعة في حالة العمل على استبدال الدولار الأمريكي.
والتهديدات المتتالية من الرئيس الأمريكي الجديد، لا تعكس إلا أمر واحد، وهو محاولة بأسه من الولايات المتحدة الأمريكية لإثارة المخاوف في نفوس القوى العالمية التي تستهدف زعزعة النظام العالمي الحالي و إرساء قواعد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
لكن هل ستفعل تهديدات ترامب شيء، فيما يخص دول بريكس ، فـ موازين القوى تميل تجاه دول تحالف بريكس، سواء من حيث التعداد البشري فـ دول بريكس تحقق الغالبية، أما عن الجغرافيا فـ تمتلك دول بريكس رقعة جغرافية واسعة من العالم، كما تمتلك دولها مواقع استراتيجية حول العالم، أما عن الموارد الطبيعية والقدرة الاقتصادية، فـ دول التحالف تمتلك قدرات هائلة، وذلك بجانب القدرات العسكرية لدول تحالف بريكس.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن هناك أوراق ضغط أخري، ومن بين الأمثلة، فإن تحالف بريكس يضم دول مؤثرة في تحالف أوبك الخاص بـ النفط ، و لعل أهمها السعودية و أيضاً روسيا والإمارات، والمهم في هذا الأمر هو إتفاق البترودولار وهو المعنى بـ ربط سعر النفط بـ الدولار.
ولعل تلويح دول أوبك بـ حل الربط بين النفط و الدولار، هو الأمر الذي يثير قلق ومخاوف الولايات المتحدة الأمريكية، و دفع ترامب لإطلاق التهديدات تباعاً.
وفي هذه الحالة لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية سواء التهديد والوعيد، أو إثارة الأزمات و القلائل، سواء بـ الحروب، أو العنف والفوضى هنا أو هناك، وما يحدث في سوريا خير دليل على ذلك، فهي محاولة بأسه لممارسة مزيد من الضغط على منطقة الشرق الأوسط، بجانب إرباك روسيا التي تعد الدعم الرئيسي لـ سوريا.
إلا أنه في الحقيقة تقف الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب حلفاء يعتبرون أعباء إضافية تتحملها، فـ الدول الأوروبية، التي نفذت مواردها سواء الطبيعية أو البشرية، و أغلب سكان القارة من كبار السن، كما أنها تفتقر للموارد الطبيعية ، بجانب المشاكل الاقتصادية التي تمر بها دول القارة العجوز.
وهو ما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية، في موقف حرج، تطلق الكثير من التهديدات، لكن لا تستطيع إتخاذ قرارات مؤثرة.
أما عن الجحيم في الشرق الأوسط، فـ ماذا ستفعل الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة أكثر مما فعلت، فـ عدوان غاشم من الكيان المحتل على الشعب الفلسطيني مستعر منذ أكثر من عام، وحرب انتهكت كل القوانين من الكيان ضد لبنان، ونزاعات مسلحة في سوريا، وقصف غاشم بين الوقت والآخر على اليمن، و ذلك بجانب ما يجري على الأرض في السودان و ليبيا، من حالة عدم إستقرار وإقتتال مستمر في كلاهما، فـ أي جحيم أكثر من ذلك تتوعد به الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط.
و إن كان يوجد، فإن بذلك تشعل الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها حرب عالمية، لن ينجو منها أحد، و سيصبح العالم على إثرها كرة من النار، وأول الخاسرين ستكون أمريكا التي ستفقد أوراق الضغط التي تتفنن بها في التحكم في مصائر الأمم، كما ستفقد مكانها كـ قطب أوحد يحكم العالم شرقاً و غرباً، و أن أبتسم لها الحظ ستبقى دولة قوية مؤثرة في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
وخلاصة القول إن ترامب يسعى من خلال تهديداته، للحفاظ على مكانة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية لأطول فترة ممكنة، بجانب نهب ثروات الدول بطرق ملتوية و تحت التهديد لـ إنعاش الإقتصاد الأمريكي ، وهو همه الأكبر.