مساحة إعلانية
عبر آلاف السنين، تفرد المصري بـ عقيدته في الدفاع عن أرضه، عقيدة توارثت عبر الأجيال كـ سمه مميزة من سمات المصريين، فـ أبناء هذا الشعب لا يهابون الموت إذا كان ثمناً لـ رد أي عدوان عن أرضهم.
وتكررت البطولات، وسطرت في التاريخ بـ حروف من ذهب ونور، حتى وصلت لبطولة الشهيد المهندس مصطفي أنور أحمد عفيفي، البطل الذي تصدي لعناصر إرهابية غادرة بـ عصى.
حين كان يتجه لإداء صلاة الفجر، إنتبه لمطاردة و إشتباك قوات الشرطة المصرية، لعناصر تابعه لجماعة حسم الإرهابية ،كانت تنتوي تنفيذ عمليات إرهابية في ربوع الوطن، بجانب إستهداف بعض الشخصيات.
وبشكل حاسم ، وبدون تردد ، قرر الشهيد مصطفي دعم قوات الشرطة بالإدلاء على المكان الذي حاولت العناصر الإرهابية الهرب إليه، كما إنضم لقوات الأمن في مطاردة الإرهابيين متسلحاً بعصي.
وبطولة الشهيد مصطفي، تعيد إلى أذهاننا بطولات مشابهه للشعب المصري ،على مدار مئات بل آلاف السنين، قدم خلالها مثلاً للتضحيات في سبيل الدفاع عن وطنه.
وكم من حملة صليبية شنت على مصر لإحتلالها، وفشلت أمام بسالة المصريين في دفاعهم عن وطنهم، وإستماتتهم في صد أي عدوان عن أرضهم، متسلحين بـ أدوات بسيطة مثل يد فأس أو غطي حلة أو الماء المغلي أو حتى غمر الأراضي بالماء لإعاقة تقدم الجنود على ظهر الخيل.
فقد كان الفلاحين والبسطاء من أبناء الشعب المصري، ينصبون الافخاخ للجنود الصلبيين، وينقضون عليهم مرة بـ العصيان وأخري بـ الحبال ،و أحياناً يقومون بـ الاستيلاء على ملابسهم و التوجه إلى نقاط إرتكازهم وتنفيذ عمليات فدائيه فيها، لتحقيق أعلى خسائر في صفوف المحتلين.
ولعل أشهر هذه البطولات، ملحمة أسر لويس التاسع ملك فرنسا و قائد الحملة الصليبية السابعة في دار ابن لقمان في المنصورة، على يد الشعب الذي إنطلق مدافعاً عن وطنه، حيث اعاق الحملة وانهكها ونصب لها الفخاخ تزامناً مع وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي أثر على انتشار الجيش حينها، لكن سرعان ما إستجمع قوته و عاد لأرض المعركة، و لم يسمح الشعب المصري بأن يهنأ المحتل في أرضه ، فقد استبسل في الدفاع عن أرضه، حتى أسر ملك فرنسا لويس التاسع ولم يخرج من الأسر إلا بدفع فدية ماليه كبيرة.
وقد صارت الملحمة درساً مشرفاً، يدلل على تمسك المصريين بـ وطنهم، و الدفاع عنه مهما كلفهم الأمر،وتبقي دماء الشهداء من أبناء الوطن المخلصين ذكيه تروي تراب هذا الوطن جيلاً بعد جيل، حفظ الله مصر و أبنائها الشرفاء.