مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبة حرب تكتب: ماذا يريد ترامب من القاهرة؟ بـ الحديث المتكرر عن السد الإثيوبي

2025-07-15 08:03:01 - 
هبة حرب تكتب: ماذا يريد ترامب من القاهرة؟ بـ الحديث المتكرر عن السد الإثيوبي
هبه حرب
منبر

خلال أيام قليلة، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث عن السد الإثيوبي في أكثر من مناسبة، وكأن الأمر يمثل أهمية كبيرة لسيد البيت الأبيض. ولكن ما يثير الدهشة، أنه انتقد بلاده لأنها قامت بتمويل بناء هذا السد. ومن المعروف أنه يسقط الإدانة على غرمائه في الحزب الديمقراطي، إلا أنه يبقى السؤال: هل مصلحة مصر والمصريين تمثل كل هذه الأهمية للسيد ترامب، أم إنه يرغب في شيء آخر؟

خلال تصريحاته، أكد ترامب على أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، وأن منع تدفق المياه إلى مصر يمثل أزمة كبيرة، مشيرًا إلى أن حرمان مصر من مياه النيل أمر لا يُصدق. وقد تضمنت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على أن إدارته تعمل مع القاهرة لحل هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون قريبًا جدًا.

لكن لماذا الآن يهتم سيد البيت الأبيض بأزمة هذا السد، التي استمرت لأكثر من 14 سنة؟ ولماذا يغازل القاهرة بحل هذه الأزمة الآن؟ هل وراء ذلك مطالب أمريكية تريد واشنطن مغازلة القاهرة لتحقيقها؟ هل يرتبط الأمر مثلًا بمسألة التهجير من قطاع غزة، التي تتمسك القاهرة برفضها ورفض تنفيذ هذا المخطط الشيطاني؟ أم تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالح في المنطقة، وتريد ألا تقف القاهرة في طريق تحقيق هذه المصالح؟

أم تريد واشنطن جذب القاهرة مجددًا إليها، بعدما اتجهت القاهرة بقوة نحو الشرق، وذلك من خلال التعاون الاقتصادي اللافت بين مصر والصين، الذي سمح مؤخرًا للشركات الصينية بالتعامل باليوان؟ وهو الأمر الذي تعلم واشنطن آثاره، وهو فقدان حليف استراتيجي لها في المنطقة، وهو ما سيقوض من نفوذها بشكل كبير، ولاسيما للدور المركزي الذي تقوم به مصر على المستويين العربي والإفريقي.

أم تريد إدارة ترامب إغراء القاهرة بأنها تتفهم موقفها في أزمة السد الإثيوبي، لتوريط القاهرة في رد عسكري غير محسوب، قد تترتب عليه أزمات دبلوماسية وإدانات دولية القاهرة في غنى عنها؟

والخلاصة أن هدوء القاهرة يثير استفزاز سيد البيت الأبيض، الذي كرر محاولاته لابتزاز الإدارة المصرية، مرة في مسألة التهجير، وتارة في مرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس، أخرى في أزمة الديون. إلا أن الرهان على تهور القاهرة خاسر، فمثلما صمدت القاهرة في محاولات الابتزاز السابقة، ستنجح في هذه المحاولة أيضًا.

مساحة إعلانية