مساحة إعلانية
بقلم :الطيب أديب
مركز نقادة الواقع غرب نهر النيل في منتصف المسافة بين قنا شمالا والأقصر جنوبا.ويزيد عدد سكانه عن (300000) ثلاثمائة ألف نسمة. ويعاني سكان المركز منذ زمن من تردي الخدمات الصحية. وصعوبة الوصول لمستشفيات قنا شمالا والأقصر جنوبا. خاصة بعد صدور 21 قرار إزالة لمباني وملحقات المستشفى المركزي بالقرار 152 إلى 172 لسنة 2017م.(مرفق صورة من قرارات الإزالة).
وفي عام 2018م تم إخلاء المستشفى ونقل الخدمة إلى مستشفى طوخ التكاملي شمال مدينة نقادة بنحو خمسة كيلو مترات تقريبا لحين إعادة بناء مستشفى نقادة المركزي. وبعد عامين من اجراء المجسات والرسومات الهندسية للمستشفى ألغيت الاجراءات السابقة،واعتمدت ميزانية جديدة لإعادة البناء حسب مواصفات نظام التأمين الصحي الشامل،
وتطلب ذلك تخصيص ميزانية 700 مليون جنيه للبناء.ولأن مساحة أرض المستشفى القديم تبلغ نحو 8000 ثمانية آلاف متر مربع تقريبا فإنها لاتصلح لبناء المستشفى المطابق لمنظومة التأمين الصحي الشامل ،الذي يتطلب مساحة أرض لا تقل عن 20000 م عشرين ألف متر مربع فتم سحب الميزانية وترحيلها لبناء مستشفيات مركزية أخرى شمال محافظة قنا.
وبقرار السيد محافظ قنا رقم 187 لسنة 2023م تم تخصيص قطعة أرض بمساحة 20000 م2 بالظهير الصحراوي لمدينة نقادة بمنطقة الشيخ حسين.
ومؤخرا كونت لجنة جديدة لتقرر أن مباني المستشفى القديم سليمة ولاتحتاج لإزالة وانما للترميم فقط. وبناء عليه وافقت هيئة تنمية الصعيد على ترميم مباني المستشفى ووقع السيد محافظ قنا دكتور خالد عبدالحليم اتفاقية مع هيئة تنمية الصعيد لترميم مباني المستشفى القديم بمبلغ 20 مليون جنيه.
وبعد معاناة أهالي نقادة وصبرهم لأكثر من سبع سنوات حالمين بعودة المستشفى وتطويره أو إعادة بنائه على الأرض الجديدة بالصحراء المخصصة بمواصفات منظومة التأمين الصحي الشامل فإن حلمهم قد تبخر، لأن إعادة ترميم المباني القديمة تخرج المستشفى من خدمة التأمين الصحي الشامل، بجانب عدم كفاية مبلغ العشرين مليون جنيه لإعادة الترميم ،وتجهيز المستشفى في ظل ارتفاع أثمان لوازم وأدوات التشطيب والأجهزة الطبية الحديثة.! ورغم وعود المسؤولين ببدء العمل في ترميم مباني المستشفى بعد 175 يوما من توقيع الاتفاق مع هيئة تنمية الصعيد فقد مر نحو خمسة أشهر ولم يحدث شيء . وأول أمس دخلت المستشفى القديم ولم أجد داخله إلا طلاب وطالبات ومعلمين داخل المستشفى الذي حولت بعض مبانيه إلى مدرسة تمريض.
هل يعلم السادة المسؤولون أن نقادة (نوبت) في عصور ماقبل التاريخ أدخلت مصر لعالم الزراعة والتصنيع والسياسة، وعلمت البشرية كيفية العناية بالزينة وصحة الإنسان، بل وانطلقت منها حملات توحيد مصر لتدخلها التاريخ وتصبح دولة واحدة مستقرة.؟!
أنصفوا سكان نقادة وخففوا معاناتهم الطويلة وصبرهم ، فليس هناك أهم من صحة الإنسان واستقراره ليشعر بآدميته.
