مساحة إعلانية
إن تطوير نهج نقدي يحترم تعدد اللغات والثقافات في أفريقيا ضرورة ملحة، ويجب أن يكون النقاد علي دراية واسعة بتنوع هذه اللغات والثقافات لتقديم تحليلات أدبية شاملة وعميقة. هذا بالإضافة إلي أهمية التركيز علي الأدب الشفوي كجزء لا يتجزأ من التراث الأدبي الأفريقي، وعلي تحديات الترجمة التي تواجهها النصوص الأفريقية للوصول إلي جمهور عالمي أوسع.
قراءة الأدب لا يمكن أن تخلو من النظرية، كما أكد “جابرييل صنداي بامغبوسي” في مقالته “النظرية والتطبيق في النقد الأفريقي المعاصر”. يوضح بامغبوسي أن أي حديث أو كتابة عن الأدب يرتكز علي نظريات، ويستشهد بـ “ستيف أوجونبيتان” حول أهمية النظريات في قراءة الأدب. يذكر بامغبوسي أيضًا أن تقييم الأدب الأفريقي قد استفاد بشكل كبير من تطبيق أساليب مستمدة من النظريات الأدبية المعاصرة مثل ما بعد الحداثة، الماركسية، النسوية، والهيكلية.
يشير بامغبوسي أيضا إلي أن الدراسات النقدية للأدب الأفريقي تقاطعت بشكل كبير مع النظريات الأدبية المعاصرة، ويستشهد بـ “بيل أشكروفت” وغيرهم لإظهار أن الأدب الأفريقي، رغم تطبيقه للنظريات المعاصرة، يتشكل في الأصل من خلال النصوص وليس من خلال هذه النظريات. هذه النظريات، مثل الهيكلية، قدمت فوائد كبيرة في تقييم الأدب الأفريقي. حيث يعتبر النقاد الجدد أن النصوص الأدبية هي إبداعات لها وجود أونتولوجي خاص بها، مما يؤيد موقفهم.
مع ذلك، يواجه النقد الهيكلي في تحليل الأدب الأفريقي نقصًا كبيرًا بسبب تفضيل النقاد للتقليد الاجتماعي علي حساب التحليل الهيكلي. كما بينت الباحثة النيجيرية “تشينير نواهونانيا” في مقالتها “الهيكلية والأدب الأفريقي”، حيث تطرقت إلي أن النقاد الاجتماعيين غالبًا ما يقتصرون علي تحليل المحتوي الاجتماعي للأعمال، متجاهلين أهمية الهيكلية وتأثيراتها المحتملة. هذا التقليد يؤدي إلي تحليلات سطحية تنقص من أهمية العناصر الهيكلية مثل الحبكة والفلاش باك والرموز وغيرها.