مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جلست بالقرب من سائق الميكروباص الذي أخرج سيجارة ثم اشعلها وراح يدخنها بشراهة واضحة ولأني أعاني من الحساسية بكل أنواعها ولا سيما جهازي التنفسي الذي يستغل كل ظروف غير صحية ليدخل في نوبات من المرض الطويل طلبت منه بكل لطف أن يراعي الآخرين من أمثالي ويمتنع عن التدخين والقيادة في وقت واحد ولا سيما وأن المكان عام ومغلق ... نظر إلي باشمئزاز واضح ومط شفتيه ليخرج سهما من الدُّخَان مباشرة في وجهي ويخبرني بلغة يظهر منها لامبالاة بما أقول أن أجد لنفسي تاكسي وهو يعلم جيدا حال الموظفين من أمثالي وانهم سيرضخون في النهاية ويتقبلون موجات الدُّخَان الأسود لتستقر في صدورهم ولسان حالي يقول ما باليد حيلة.
كشك الصحف والمجلات تحول في كل مكان إلي كشك لبيع السجائر في حين انزوت الصحف والكتب الي ركن صغير مهمل لا يقبل عليه أحد بينما بلا مبالغة تقف طوابير من المدخنين للحصول علي حصتهم من علب السجائر وكأنه طابور الجمعية ولا أدري لماذا يزداد عدد المدخنين؟ ربما أكثر من زيادة عدد المواليد رغم أضرار التدخين المعروفة للجميع وانتشار الأمراض الصدرية مع ظهور بعض الفيروسات التنفسية الحديثة وهل هذا يرجع لنمط الحياة؟ أم لربط التدخين بمعني الرجولة عند العامة وربطها بالإبداع والثقافة عند خاصة المثقفين والوسط الأدبي وأتذكر واحد من كبار شعراء مصر وهو يتعجب من كوني مبدعًا ولا أدخن ... وأقترح أن تقوم حملة جادة لمحاربة التدخين ليس فقط لآثاره الصحية فقط بل لآثاره الاقتصادية أيضا فإذا علمنا أن ما ينفق علي السجائر في مصر أكثر من ١٧ مليار جنيه في السنة لأدركنا أنه حان الوقت لوضع قوانين للحد من التدخين علي الأقل في الأماكن العامة ووسائل المواصلات حتي لا يطير الدُّخَان ويطير معه أشياء كثيرة جميلة في حياتنا.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
