مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (نجاة.. تكريم الأحياء لا الموتى)

2024-02-07 03:57:51 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (نجاة.. تكريم الأحياء لا الموتى)
محمود رمضان الطهطاوي
منبر


جُبلنا ونشأنا وترعرعنا وثبت في العرف عندنا أن التكريم المستحق والذي يٌكرس له القاصي  والداني والعدو قبل الحبيب بعد الرحيل ، عندما ندفن الجثة في التراب ونواريها القبر ، نبدأ في مناحة التكريم وذكر المحاسن ،ونفرش « صوان « التكريم بطول الفضاء وعرضه ، وتبرز وسائل الميديا المختلفة صور وفيديوهات الراحل/ الراحلة ، وتبرز أعماله ومحاسنه وما قام به من دور ريادي في مجاله ، وتخرج الصور المخبأة والنائمة لصاحب الخبر أو المقال أو الرثاء  وهو بجوار الراحل / الراحلة في  لحظة سعادة مقتبسة ومسروقة من  الزمن مؤكدا أن الفقيد كان صديقا ودودا . كل هذه التداعيات اختمرت في رأسي المتابع للمشهد المعيش وأنا أتابع زوبعة أمشير التي قامت بعد أطلت علينا الفنانة الكبيرة « نجاة « في حفل “جوي أوورد” في الرياض بالسعودية والذي ضم نجوم الفن من أنحاء العالم في احتفالية كبرى، وكان لنجاة نصيب الأسد في الانتقاد لها ولأهلنا في السعودية الذين يقومون بدور رائد في حياتنا الفنية والثقافية لا ينكره إلا جاحد أو حقود . 
تعودنا تكريم رموزنا بعد أن يرحلوا عن عالمنا، بل نظل نتجاهلهم وهو أحياء في مرحلة من حياتهم هم في أشد الحاجة لمن يطبطب عليهم ويذكرهم بوجودهم وحضورهم بيننا مهما تواروا وتوقفوا عن العطاء، فما قدموه من عطاء هو بيننا حاضر يتجدد مع الزمن.  وأن نكرمهم وهم أحياء هو واجب وجب عليه الشكر لمن بادر وفعل، أما الذين يقرعون في الأواني الفارغة فلا نأخذ منهم إلا الضجيج، الذي قد يستمر لبعض الوقت ولكن الأواني المليئة بالفن والجمال والأصالة تبقي علي مر الزمن تروي العطاشي بما قدمته من فن أصيل مهما شربنا وغرفنا منه يظل كالبئر العذبة يروي الظمآن، أو كما تقول نجاة الكبيرة في أغنية « أما براوة « للرائع مرسي جميل عزيز « قُلة حبيبي ملانة وعطشانة يانا / أروح له ولا أروح  أشرب حدانا». وتظل قُلة نجاة ملانة تروي عطشنا بالفن الأصيل، وتغرد لقلوبنا وأرواحنا في صفاء وبهجة وجمال ... والحديث موصول

مساحة إعلانية