مساحة إعلانية
عبر التاريخ الإنساني تظل هناك علامات فارقة ومؤثرة وحاضرة عبر الزمان والمكان بقوتها وسطوتها، هذه العلامات قد تكون حدثا أو مكانا أو إنسانا ، فالتاريخ المتراكم والممتد عبر الزمان السحيق لا يذكر ألا هذه العلامات أو علي الأقل تظل فارقة ومثيرة للجدل ،ومتجددة. ورموز الفن والأدب والثقافة والاقتصاد والسياسة.. الخ ، كثرة في دفتر التاريخ ، ولكن قلة من تبرز علي السطح ويبقي حضورها باذخا مهما تقادم الزمن . كان لابد أن نكتب هذه المقدمة الطويلة بالنسبة للمساحة المتاحة للزاوية ولولاها لاستطردنا وضربنا الأمثلة وما أكثرها .
وما دفعني لكتابتها ما حدث من جلبة علي مواقع التواصل وعبر الميديا ووسائل الاعلام حول الظهور الأخير للفنانة الكبيرة “ نجاة الصغيرة “ . فمن لحظة ظهورها في مهرجان “جوي أوورد” في الرياض بالسعودية قامت الدنيا ولم تقعد حتي الآن بين معارض لظهورها وآخر سعيد بطلتها، وكل فرد حر في كل ما يراه دون أن تتحول كلماته إلي مدية تذبح بنعومة أو قسوة، دون أن تتحول الكلمات لبارود يقصف بعنف . ما بين عام 2002م آخر ظهور لنجاة في حفلها في الدوحة، وظهورها المفاجئ 2023، سنوات طويلة من الاعتزال، لفنانة أيقونة ورمز لا يتكرر بسهولة. كان ظهورها من أجل التكريم لا من أجل الغناء، فنجاة الفنانة أدت رسالتها التي مازالت ممتدة وستظل مدرسة فنية لها خصوصيتها عبر التاريخ الفني لا يزحمها فيها أحد ، ومن حقها أن تظهر متي تشاء ، ومن حقها أن تقبل التكريم الذي هو في الحقيقة تكريم لمن كرموها ، ودور السعودية الآن دور ريادي وتستحق عليه الشكر والتقدير . والحديث موصول بإذن الله .