مساحة إعلانية
مسجي علي ظهره ، يسمع دقات قلبه المتسارعة كأنها تنذره وتؤنبه علي ما فعله به، حمله فوق طاقته، أكثر من ستين عاما وهو يطاوعه ، يفعل ما يريده، يسير حسب رغباته، يطاوعه في كل ما يفعل، أن الآوان أن يعترض، يخرج من عبوديته، يتحرر من هذا الضاغط عليه ، يحمله ما لا يطاق. وكأن المسجي مستسلما شعر بما يدور في خلد قلبه المنهك، فجال بخاطره خاطر ربما لم يخطر علي أحد من قبل ، ماذا لو باع هذا القلب القديم واستبدله بقلب جديد ، قلب طفل أو شاب ويجرب العيش مرة اخري بحياة أخري مختلفة مع قلب مختلف، مغامرة تستحق التفكير والمجازفة. سمع قهقه عالية إلتفت حوله، ولكن القلب المتعب نكزه بقوة، فعلم من أين جاءت القهقهة .
- اتسخر مني ؟!
قالها الجسد المسجي ، فبادره القلب : بل أسخر من الظروف والمواقف التي تريد أن تفرقنا بعد هذه العشرة الطويلة، عشت فيها طوع أمرك ، ألبي رغابتك ، أذعن لكل ما تريد ، لم أعترض أطلاقا علي كل ما تطلبه مني .
«ولكنك كنت سعيدا «، بادره الجسد بهذه العبارة ، فلم يرد الذي ضحك وقهقه .
وصمت قليلا ، وفجأة تحدثا وبعبارة واحدة ،همسا في لحظة واحدة: أذن نتحاسب ونتناقش في الأمر دون أي انزعاج أو غضب من كلينا . تمام ، قال الجسد ، بادره القلب : لنسترح الآن وليكن بيننا جولات من النقاش عمادها المحبة التي كانت رهاننا الأوحد .همس الجسد : كما تريد ، وذهبا في غفوة ، علي وعد باستكمال الحوار.