مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
فجأة يطل علينا الفيس بوك بصور لأديب أو شاعر قد لم يسمع أو لم يقرأ له معظمنا، ونتابع كلمات الرثاء والنعي والمآثر العظيمة لهذا الذي رحل عن عالمنا ، تتكرر هذه الطلة كثيرا لكتاب وشعراء وأدباء وشخصيات أدبية ، حرمنا من أن نقترب منها ومن كتاباتها وهذا تقصير كبير وعظيم من السادة أصحاب النعي وهم أقلام لها حضورها اليومي علي ساحة الفيس بوك التي تضج بالغث والثمين.
ولكن الواقع المؤلم الذي نعيشه، والعادات التي ترسخت وأصبحت من التقاليد أن لا نهتم بالأصدقاء والصحب إلا بعد رحيلهم ، فنسارع بإخراج الصورة المدفونة ،والمشاعر التي كنا نرقدها لتفقس بعد رحيل صاحبنا، فتنهال الكلمات متدفقه بعبارات المحبة ، وتتحدث عن عبقرية الراحل ،وصوره التي تؤرخ صداقته وحضوره في حياتنا في مشهد جنائزي بديع يسكب الحب سكبا ،ويؤرخ للحظة تاريخية من الوفاء . ولكن الواقع والأدهي والمحزن والموجع أن بعضنا يحارب بعضنا ،ويزعجه أن تنشر صورة كاتب يعيش بيننا علي غلاف مجلة أو مطبوعة أدبية بحجة أن هناك من هو أجدر منه ، ولكن لا مانع أن تتصدر صورته الغلاف بأكمله بعد رحيله ، نتناقلها بحب جارف وكلمات مؤثرة ومخضبة بأوجاع زائفة .
ثقافة الموتي التي تحارب الأحياء ، وتمجد الموتي وتأبنهم بأبهي صورة، وفي احتفالية كان يتمني أن يشهد الراحل نصفها في حياته ، أو تطل صورته ببعض كلمات المحبة الصادقة أو حتي الكاذبة التي تنهال بعد رحيله.
يا سادة يا كرام ، غيروا تلك العادة ، عادة تكريم الموتي ،وكرموهم وأعطوهم حقهم وهم أحياء بينكم ، أشهروا محبتكم للأحياء قبل أن يموتوا ، ربما تتقبل أرواحهم ما تفعلونه من صدق أو رياء بعد موتهم . نحتاج لتغيير هذا السلوك وأن نخرج من جحر الموتي إلي الدنيا بكل ما فيها من بهاء وجمال ومحبة ،وأعدلوا الصورة المقلوبة !!.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
