مساحة إعلانية
تظل الشجرة وهي ضاربة بجذورها في عمق الأرض وتتغذي علي الأرض الخير نضرة،خضراء مثمرة، تمد من حولها بخيرها من ثمار وظل، وترفرف بفروعها في الفضاء حولها وكأنها ترقص فرحا وسعادة بهذه النعمة التي منحها الله لها من أمان وسكينة. تلك الشجرة الهانئة المثمرة بخيرها وسكينتها، مالم تتوفر لها التربة الصالحة والأرض لذبلت وماتت وتحولت لأشجار جافة، مجرد جماد، قد يستفاد به من صنع أي شيء، أن تتحول من فاعل معطاء إلي مفعول به،مجرد خشب قد يتسخدم في صنع أي شيء،أو يحرق.. الخ. تلك الشجرة هي نفسها الإنسان، الانسان في وطنه له جذوره الممتدة في عمق الوطن،والتي تطرح السكينة والمحبة والانتماء.. الخ. تلك المساعر الإنسانية المختلطة التي تشعر الإنسان بالأمان، وأن وطنه كل الكون، وإنه لو خرج منه أو هجره فقد اقتلع من جذوره، من تربته التي تموسق معها وامتزج فيها وانصهر، وبمجرد خروجه من هذه التربة، سيموت ويتحول لمجرد أخشاب جافة بلا روح، تحركها الأيدي كما يحلو لها، تحرقها، تعيد تشكيلها حسب ما تريد. وكما قال الكاتب الراحل محمد حسين هيكل في كتابه الماتع” وقائع تحقيق سياسي أمام المدعي الاشتراكي “ عندما طلب منه البعض الابتعاد عن مصر لفترة، فقال “ ما الذي يتبقي من شجرة تخلع من تربتها؟ لوح خشب !”. علامة استفهام لسؤال عميق، لرد بليغ يتبعه علامة تعجب، ليظهر الفرق بين الشجرة الضاربة في عمق أرضها التي نبتت فيها وارتوت من روحها وتنبض بالحياة، ومجرد لوح خشب ميت يتشكل حسب ما يطلب صانعه. إنه الوطن الذي يمدنا بالحياة،ويعطينا من روحه،ومهما كانت الصعاب،ومهما كانت ظروف الحياة، يبقي الوطن هو الحضن الآمن، فلا غرابة أن يقول رائد التنوير الطهطاوي “ حب الوطن من الإيمان “. فأختر لنفسك ما يحلو لك إما أن تكون شجرة، أم مجرد لوح خشب