مساحة إعلانية
في كتابه الممتع « إنهم يقتلون الأدباء « يقدم لنا الكاتب الكبير « محسن محمد « (1928-2012م) رحمه الله رحلة عميقة في عالم الأدب من خلال تجارب الأدباء وعالمهم الممتلئ بالمفارقات المدهشة .ويذكر الكاتب حكاية عن القاص والكاتب صلاح ذهني (1909-1953م) كاتب قصة صدر له العديد من المجموعات القصصية وعمل أمينا لدار الأوبرا المصرية ، وسكرتيرا لتحرير مجلة آخر ساعة وترجمت قصصه لعديد من اللغات .ففي مطلع شبابة أراد أن يقدم توفيق الحكيم كتابه الأول فكتب الحكيم مقدمة غريبة قال فيها أن الكاتب ، أي كاتب ، لا يحتاج تقديم فإما أن يعجب به القراء أو لا يعجبون ، فإن وجدوا متعة في الكتاب فإنهم يتبعون الكاتب وإلا انصرفوا عنه .وكان صلاح ذهني أيامها كاتب سجن في الدرجة الثامنة وهي أدني الدرجات الوظيفية الحكومية في مصر. واستمر ونجح كاتبا وصحفيا وفنانا ومديرا لدار الأوبرا. ومن ضمن ماجاء في الكتاب حكاية مصيدة النقاد التي أفتعلها الكاتب الساخر أحمد رجب عندما ألف قصة قصيرة وزعم أنها من تأليف الكاتب السويسري فريدريك درينمات ، وطاف مندوب صحفي علي النقاد يسألهم تقييم القصة فأشادوا به ، وكشف ابن رجب الحقيقة وضحك من ضحك وأصر من أصر أن القصة تأليف ديرينمات .الكتاب زاخر بمواقف الكتاب والأدباء الذين برزوا بكتبهم ورواياتهم وجنوا منها ثورة طائلة بعد أن رفضوا مرات ومرات من دور النشر في البداية . يحتاج كل أديب وكاتب وصحفي ناشئ أن يقرأ هذا الكتاب وحكاياته العجيبة الذي بذل فيها الكاتب جهدا كبيرا هو ثمرة قراءة وبحث كعادة كل كتابات أستاذنا الكبير محسن محمد ، الذي اُثري المكتبة العربية بروائع تحتاج لإعادة قراءة أكثر من مرة وأن تتصدر أي مكتبة .