مساحة إعلانية
من قبيل المصادفة وإثناء معركة تعرية الواقع الثقافي والفكري علي الفيسبوك ووسائل التواصل علي الفضاء الأزرق حول ما أثير عن مركز “ تكوين” وقد كشفت هذه المعركة / الوهم حقيقة الطبقة المثقفة وأدعياء الثقافة والتدين الظاهري ، ونزعت القشرة اللامعة والزائفة التي كانت تحجب تحتها خواء فكري وثقافي وعقلي ، بما أفرزته من خطاب وحوار مقزز متشبع بمفردات لا تخرج عن أي قيم أودين أو إنسان متحضر . كانت الصدفة التي جعلتني أفتح هاتفي واتصفح المكتبة الإلكترونية فتقع عيني علي كتاب قديم لتوفيق الحكيم بعنوان “ قلت ذات يوم” والصادر عن سلسلة كتاب اليوم العدد 23 الصادر أول أغسطس 1970 ، والذي يضم مقالات نشرها علي صفحات “ أخبار اليوم “ و”آخر ساعة “ في الفترة من عام 1939 حتي 1954م ، ويدخلنا الكتاب من خلال مقالين يبدأ بهما عن قضية الفن القصصي في القرآن الكريم تلك الرسالة التي تقدم بها الطالب محمد أحمد خلف الله لنيل درجة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة الملك فؤاد، فقامت الدنيا ولم تقعد ، والقضية برمتها كتبها الدكتور محمد أحمد خلف الله في مقدمة الرسالة التي نشر طبعتها الأولي عام 1950م وتوالت بعدها الطبعات ، وبقيت الرسالة يشع نورها وبقي عار الظلام يشمل كل من تآمر علي فكر الرجل ومنهم مفكرين كبار وأساتذة جامعة . والتاريخ يسجل الكثير من هذه الجعجعات التي تقف في وجه كل فكر مغاير، وبدلا أن نقارع الرأي بالرأي والحجة بالحجة ، ابتلينا بهذا الفضاء الذي يعطي للجميع حق الفتوي وإصدار الأحكام دون دراية أو فهم أو حتي وعي ، فقط لنركب التريند مع الزفة الفارغة التي تطرق بقوة علي الأواني الفارغة ، وتلك من المصائب التي تحاصرنا كل يوم علي الفضاء الأزرق بكل مافيه من فراغ وسط زحام الحروف التي تقذف كالحمم بدون روية لابسة أثواب الطهر والتقوي والعفاف، وتأتي زوبعة من الهواء لتكشف لنا عن البلاء العظيم .
وما اشبه اليوم بالبارحة وكأننا ندور في حلقة مفرغة