مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب :في مديح المحبة (حنه مينا ومدرسة الحياة)

2024-02-22 20:02:17 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب :في مديح المحبة (حنه مينا ومدرسة الحياة)
محمود رمضان الطهطاوي
منبر


 وهو يحمل صندوقا في أحد مواني سوريا ، سقط منه علي الأرض وتناثرت محتوياته ، نظر الحمال إلي الأشياء المتناثرة وشده المنظر وخطف قلبه ، هذه الأشياء المتناثرة كانت كتب وكراريس قادمة من الخارج ، وعندما لاحظ صاحب المخزن اهتمامه بها ، طلب منه أن يأخذ منها مجموعة ، فيكشف من خلالها الأدب وعالم الرواية والسرد الذي يحول مساره ، أنه الروائي العربي الكبير « حنه مينا 1924- 2018م « في عام 1936 الذي خرج طفلا  من المدرسة ولم يكمل تعليمه الابتدائي ليعمل حمالا في الميناء، وبعدها عمل في محل حلاقة ، وسافر في بلاد الله بحثا عن الرزق والحياة ،و كانت مدرسة الحياة معلمه الأول ، وقدم للمكتبة العربية (47) رواية وترجمت أعماله لأكثر من (17) لغة ، وبعد رحلة طويلة خارج البلاد عاد إلي وطنه سوريا ورغم الاستقبال الحافل له في الوسط الأدبي بعد عودته إلا أنه ظل بلا عمل فاضطر لفتح دكان حلاقة يتعايش منه .
وباع تحف نادرة كان يمتلكها من أجل أن يعيش. الكاتب الكبير الذي لقب بشيخ الرواية السورية، عركته مدرسته الحياة وفرمته حتي أعلن في آخر أيامه وقبل رحيله وأوصي ألا يعلن عن وفاته في الصحف، وأن يقوموا بتأجير من يوصل نعشه لمثواه الأخير. الأديب الذي ملأ حياتنا الثقافية بهجة وعطاء، ولكن تبقي كلماته الذي قالها بعد أن خبرته مدرسة الحياة:» مهنة الكاتب ليست سوارا من ذهب، بل هي أقصر طريق نحو التعاسة». ما أقسي الحياة عندما تضن علي صاحب القلم بروحه الشفافة ،وقلبه الأخضر المقبل علي الحياة ، منها يستمد حروفه ، ولها ينشد ويرسم حيوات نعيشها علي الورق.

مساحة إعلانية