مساحة إعلانية
مر عام ونام في دفتر التاريخ بكل ما حمله من أوجاع صنعها البشر ودونوها بالدماء والكره والحقد والطمع ولكن هل يمكن لهذا الوجع أن يطمس المشاعر السامية والنبيلة، أن يقتل الحب في قلوبنا . هل يمكن لطوفان الحقد والكره والدمار أن يطمس مشاعر الحب، يلغي إنسانيتنا. الحب هو الإنسانية، بدون الحب فقدنا إنسانينا، فقدنا وجودنا ، ومهما حدث حولنا من شذوذ عن الفطرة الإنسانية ، سوف تنقشع الغمة آجلا أو عاجلا ، ويتنصر الحب . في البدء كان الحب رمزا للاحتواء على مستوى الأسرة ، والقبيلة ، والوطن بمعناه الضيق والواسع ، ومهما نسى أو تناسى البشر بأن أصلهم واحد ، فهي حقيقية لا مراء فيها .
نحن خلقنا شعوبا وقبائل للتعارف والتلاقي الحميم الذي يعمر كوكبنا لا للتقاتل والتنازع والصراع المحموم . في البدء كان الحب وسيبقى رغم أنف كل البشر ، لأن الحب هو الفطرة الإنسانية السليمة ، وإن كان الصراع ممتد وله جذوره منذ أن امتدت يد قابيل لتسلب روح هابيل طمعا وحقدا وغيرة . ولكن الإنسانية التي شاء الله أن تستمر حتى نهاية لا يعلمها ألا هو ، تعود للفطرة وإن شطت بين الحين والحين هداها رب الكون بالرسل والأنبياء ليصلح المعوج وتهتدي على الطريق القويم ، وكل الرسالات السماوية وحتى الوضعية تنشد المحبة وترغب في الحب ، وبه تستمر الحياة .في البدء كان الحب وسيظل بمشيئة الله مادامت الإنسانية تنبض بالحياة .