مساحة إعلانية
متي ستقف دول العالم وتُنصف الضحايا في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل؟ إن ما نشهده اليوم من تمادي صهيوني لا يمكن وصفه إلا بالوقاحة المطلقة. إسرائيل التي تصر علي اعتداءاتها الوحشية علي الدول والشعوب تبدو وكأنها مُحصنة ضد أي محاسبة أو عقوبة. في ظل صمت المجتمع الدولي تتجلي الصورة الكارثية للواقع العربي حيث أصبح العدوان الإسرائيلي أمراً معتاداً يتكرر يومياً
في لبنان الوضع فاضح ومأساوي. العنف الإسرائيلي لا يميز بين مدني أو عسكري بل يسحق الأرواح والبيوت كما لو كانت مجرد أرقام علي ورقة. هذا بلد ذو سيادة ومع ذلك نجد أن العالم يلتزم الصمت المريب تجاه قصفه المستمر. أين مجلس الأمن الذي يُفترض به حماية السلم؟ وأين الأمم المتحدة التي تدّعي الدفاع عن حقوق الدول الأعضاء؟ يبدو أن المجتمع الدولي قد قرر أن يقف كالمتفرج علي مآسي الشعوب في حين تُنتهك السيادة اللبنانية دون أن يُحرك ساكناً
ما يُثير الاستفزاز هو الازدواجية الصارخة في المعايير. عندما اجتاحت روسيا أوكرانيا تحركت الدول الغربية بسرعة لفرض عقوبات بينما تُعتبر الاعتداءات الإسرائيلية علي لبنان وفلسطين مجرد “خلافات”. كيف يُمكن تفسير هذا الصمت المعيب؟ هل نحن أقل شأناً من الأوكرانيين؟ الحقيقة المُرة هي أن إسرائيل تُعتبر “الفتي المدلل” للغرب محصنة ضد أي مساءلة قانونية مما يمنحها حق التصرف كما تشاء دون رادع
أما غزة فهي تُعتبر ساحة لتجريب أسلحة الاحتلال تُعامل كأرض محتلة مما يُبرر للعالم صمتهم علي المجازر التي تُرتكب هناك. إن المجزرة اليومية في لبنان تنكشف تحت ذريعة محاربة حزب الله بينما يتم تجاهل الحق الأساسي للبنانيين في العيش بأمان. فهل يدرك المجتمع الدولي أنه يدفع ثمن هذا الصمت المدمر؟
هذا الوضع المأساوي يتطلب ردة فعل قوية من الدول العربية. نحن بحاجة إلي صوت موحد يدعو لوقف العدوان وفرض عقوبات صارمة علي إسرائيل. السكوت يعني أن نكون شهود زور علي مجازر تُرتكب أمام أعيننا. يجب أن نرفع أصواتنا في المحافل الدولية ونعرّي الازدواجية التي تتحكم في سياسات العالم
الأمر ليس مجرد مواجهة بين دولتين بل هو معركة حقيقية ضد القيم الأساسية التي يدّعي العالم أنه يدافع عنها. إذا لم نتحد ونتحرك الآن فإن التاريخ سيُسجل أن صمتنا كان بمثابة جريمة في حد ذاته وأننا خذلنا الأجيال القادمة في كفاحهم من أجل الحرية والكرامة نحن مطالبون بالتحرك الفوري فكل لحظة تمر تعني مزيداً من القتل والدمار