مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يبدو أن “إسرائيل الكبرى” أصبحت حلماً توراتياً يتحول إلي مشروع يُنفذ بالحرف وبمباركة أمريكية صامتة أو لنقل : صمت يكشف اكثر مما يخفى
اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي المصغّر وأصدر القرار الذي طالما مُهّد له بالنار والدم والمجاعة: احتلال كامل لقطاع غزة
لكن لا تنخدعوا فالمعركة عسكرية في ظاهرها استثمارية في جوهرها. غزة تُجتاح لا لأنها تضم حماس ولكن لأنها تقف علي رأس قائمة الطموحات العقارية والجيوسياسية من تل أبيب حتي البيت الأبيض
نتانياهو يلهث خلف مجده السياسي ويهرب من فضائحه القضائية إلي أحضان ركام غزة.أما ترامب الرئيس الذي يسوّق للحرب كصفقة ويغلف الاحتلال بعباءة الإعمار فقد أدرك أن شواطئ القطاع يمكن أن تتحول إلي “لاس فيغاس الشرق الأوسط” بشرط أن تُفرغ من أهلها والوسيلة: التجويع ثم التهجير
نعم ترامب لا يهمه لا أمن إسرائيل ولا مستقبل الفلسطينيين هو فقط يري في غزة فرصة ذهبية ومشروعاً عقارياً خرافياً سيُشيد علي أنقاض البيوت المهدّمة وسيُسوّق علي أنه “الجنة الجديدة” في الشرق الأوسط
هل فهمتم لماذا الصمت الأمريكي؟ هل فهمتم لماذا لا تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية رغم انهيار شعبية نتنياهو داخلياً؟
لأن المطلوب ببساطة: أرض بلا بشر ولأن المطلوب أيضاً: غزة بلا غزة
المطلوب أن نستيقظ بعد شهور علي خبر: “مشروع إعادة إعمار ضخم في غزة.. بشراكة إسرائيلية - أمريكية - خليجية”.. وما لا يُقال: أن الأرض أُخذت والشعب طُرد والمحتل كسب والمستثمر دخل
نحن أمام فصل جديد من التصفية وليس فقط تصفية حسابات مع فصائل المقاومة نحن أمام محاولة اقتلاع جذري لكل ما تبقي من القضية الفلسطينية
والمؤسف؟ أن كل ذلك يتم وسط صمت عربي خانع وحياد دولي خبيث ومجتمع دولي لا يري إلا ما تُظهره له عدسات البنتاجون
غزة تحترق.. ولكن خلف دخانها تُرسم خرائط جديدة يشارك في خطوطها رجال أعمال وكتّاب تطبيع ومقاولون يختبئون تحت لافتة “السلام”
فهل يصحو العرب قبل أن يتحول القطاع إلي حديقة استثمارية؟ هل ننتظر حتي يُعرض علينا تهجير أهل غزة كخطة إنسانية؟
هل نُلدغ مرة أخري باسم الإعمار كما لُدغنا في الضفة والقدس والجنوب؟ الاحتلال الجديد يحمل بندقية في يد وحقيبة عقود استثمارية في الأخري
فمن لم يُدافع عن غزة اليوم لن يجد غداً أرضاً ليُدافع عنها
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
