مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمد دياب يكتب:حديث العقل (الفيتو الأمريكي شريك القاتل وغطاؤه)

2025-06-26 18:41:26 - 
محمد دياب يكتب:حديث العقل (الفيتو الأمريكي شريك القاتل وغطاؤه)
محمد دياب
منبر

في اللحظة التي كان فيها العالم علي وشك اتخاذ خطوة حقيقية لوقف نزيف الدم في غزة، رفعت الولايات المتحدة يدها بـ”الفيتو” لتُسقط القرار الأممي وتُبقي علي الحرب مستعرة . بفيتو أمريكي، مُنحت الجريمة تصريحاً دولياً للاستمرار.
منذ ١٨ شهراً، والشعب الفلسطيني يدفع وحده فاتورة العدوان، حصاراً وقتلاً وتجويعاً وتشريداً .فيتو الجمعة الماضي يندرج ضمن سجل أمريكي طويل في دعم الاحتلال والانحياز له دون مواربة. بغض النظر عن اسم ساكن البيت الأبيض: ترامب، بايدن.. لا فرق
الفيتو الأخير كان بمثابة توقيع أمريكي مُعلن علي دماء الأبرياء، واعتراف صريح بالشراكة في مذابح القرن. لم يعد مقبولاً الحديث عن “وساطة أمريكية” أو “رعاية لعملية سلام”، بعد أن صارت واشنطن طرفاً مباشراً في الأزمة، تمنح الغطاء السياسي والدبلوماسي الكامل لإسرائيل كي تواصل حربها دون حساب.
المفارقة المؤلمة أن أمريكا تسعي بقوة لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا، وتُكثف اتصالاتها ومبادراتها، تحت شعار “وقف نزيف الدماء”، بينما ترفض مجرد صدور قرار يدعو إلي وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن الضحايا هناك بالمئات يومياً، وأكثر من 90٪ منهم من المدنيين
التمييز الصارخ في المواقف الأمريكية يضع واشنطن أمام سؤال أخلاقي وقانونى: هل حياة الإنسان الفلسطيني لا تستحق الحماية؟ هل الطفل في غزة أقل قيمة من الطفل في كييف؟ هل العدالة تُقاس بالجنسية واللغة والعرق؟
نحن الآن أمام مشهد متغير. القضية الفلسطينية عادت إلي قلب الوعي العالمى، وبدأت كثير من الأطراف الدولية تدرك أن استمرار هذه الحرب سيُكلف الجميع، وأن الصمت لم يعد مقبولاً، والحياد لم يعد خياراً.
الفيتو الأمريكي لن يوقف موجة الغضب، ولن يطفئ صوت الضمير الإنساني الذي يتصاعد يوماً بعد يوم. وإذا كانت أمريكا قررت أن تقف في مواجهة الإرادة الدولية.فهي بذلك تتحمل المسؤولية الكاملة أمام التاريخ عن دماء تُراق يومياً أمام عدسات العالم، وعن موقف يُكرّس الجريمة ويمنحها غطاءً سياسياً صريحاً
رسالة الفلسطينيين اليوم واضحة: لسنا ضعفاء، ولسنا وحدنا.

مساحة إعلانية