مساحة إعلانية
بناصيةِ الوقتِ أجلسُ ،
أقتاتُ خبزَ التمنِّي ،
وأشربُها مرَّةً ..
مثلَ خاتمةِ العمرِ،
قد ضاقَ صدري بما دار حَولِي ،
ودار برأسي ، فدارَ ودار .. !!
فما عادَ صوتُ العصافيرِ
يُوقظُني في الصباحِ ..
وما عادَتِ الشمسُ تشرقُ مِنْ خلفِ أهدَابِها ،
فالشموسُ تغيبُ بمشرقِها ..
والزمانُ استدار .!!
وما سهرت لي نجومٌ
أُسهِّدُها بالتذكُّرِ ..
ما عادَ مِنْ قَمرٍ في المدار..!!
ربما لم أعدْ أبصرُ الآنَ شيئًا سواهُ ..
فأهتفُ مستبشرًا :
مرحبًا أيُّها الموتُ ..
يا صاحبًا لم يَعُدْني على فُرُشِ الارتحالِ سِوَاهُ ..
ربَّما جئْتني مُبْكِرًا ..
كالمذابينَ شوقًا ..
وعلِِّّي طلبتُكَ في وحدَتي .. !!
مَنْ سِواكَ يُلَقِّنُ قلبَ الوحيدِ
نَشِيدَ التَّوَجُّعِ ..
والجَذْرُ أضْحَى نظَامَ المياهِ
وقانونَ أيامِنَا .. والقَرَار ..!!
لم يعُدْ للتقاويمِ مدٌٌ
فهل ضاعَ مِنْ سَلَّةِ الوقتِ عُمرِي .
وهل أنهكَ الصدرَ ذاك الغناءُ المرار .. ؟
ها أنا في خريفِ التواريخِ ..
أقتاتُ أيامَهُ العاجزاتِ ،
وآملُ أنْ يُشرقَ الفجرُ
مِن كُوَّةِ الصَّدرِ ..
والفَجرُ ضَلْ المسار..!!
وحَدنا خلَّفَتْنَا المواقيتُ ،
نشربُها مُرةً ،
دونَ صحبٍ ،
ينيرونَ في كُوةِ الصدرِ،
يُثيرونَ في باحةِ الصدرِ صيْحاتَهم
والنكاتِ ..
فكلُّ الصحابِ مضوا ..
والطريقُ إليهم يَحار ..
أيها الذاهبونَ بمَا أسعدَ القلبَ مهلاً ..
خُذوني على سرَّةِ الغَيبْ طِفلاً ..
فليسَ على دَرَجِ العمرِ
ما عادَ يمتُعُ عيني
وما عاد طعمُ القصائدِ شهدًا
على شفةِ الشعراءِ
وما عادَ شِعرِي بسمعِ المحبينَ ..
ينبتُ في رأسِ من يعشقونَ الدَّوَار . ..!!
كلُّ شيءٍ يذوبُ بكفِّ انتظاري ..!!
فيا أيها االعازفونَ على أضْلُعي لَحنَهُم ..
أوقفوا ذالكَ اللحنَ ..
ما عادَ يطربُني النايُ ،
ما عادَ يُرجِفُ قلبي كُحلُ العيونِ
و إسبالةُ الجفنِ ،
كلَُّ الجفونِ مَتاهاتُ ليلٍ ..
وكلُّ العيونِ صحارى .. قِفَارْ ..