مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
تبدو النظرة سوداوية لمستقبل مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية، إذ صعدت مصر من المجموعة الثانية التي تواجد فيها معها الرأس الأخضر وغانا وموزمبيق، كثاني المجموعة برصيد 3 نقاط فقط، من 3 تعادلات بهدفين لمثلهما.
النظرة التشاؤمية وفق هذه النتائج ربما هي الأكثر واقعية، لأن المنتخب المصري لم يحقق فوزًا واحدًا حتى الآن وصعد بشق الأنفس في الدقائق الأخيرة، بالتعادل.
وتزداد النظرة تشاؤمًا على تشاؤمها بإصابة محمد صلاح نجم المنتخب الوطني، ومحمد الشناوي الحارس الأساسي، ومؤخرًا إصابة إمام عاشور بارتجاج في المخ سيغيب على إثره عن مباراة دور الثمانية أمام الكونغو، ورغم أن حالته مستقرة، إلا أن بروتوكول علاج حالات الارتجاج يستوجب وضعه تحت الملاحظة 6 أيام.
التاريخ يقول إن مصر حينما لا تكون مُرشحة فإنها تتألق، وأبرز دليل على ذلك بطولة 1998 وهي البطولة الرابعة في تاريخ الفراعنة الذي يضم 7 بطولات، فقبل البطولة هاجمت الجماهير المدرب المخضرم محمود الجوهري على اختياراته، كما هاجمت الصحافة حسام حسن كابتن الفريق، وطالبته بالاعتزال فتحولت هذه الضغوط إلى محفزات حصدنا على إثرها البطولة على حساب حامل اللقب جنوب إفريقيا.
بطولة إفريقيا 2023 حتى الآن كل حساباتها خارج المنطق فمن كان يتوقع خروج غانا وتونس والجزائر من دور المجموعات، وأن الكاميرون ستتأهل بشق الأنفس.
النتيجة المنطقية الوحيدة حتى الآن في هذه البطولة هي صعود السنغال حامل اللقب بالعلامة الكاملة 9 نقاط، أما ما دون ذلك خارج التوقعات فمن كان يتوقع صعود كوت ديفوار حامل اللقب بشق الأنفس وبأقدام الآخرين كأحسن توالت برصيد 3 نقاط في ظل أنها خسرت مباراتين وكسب مباراة واحدة، وأحرزت هدفين واستقبلت 5 أهداف.
في إطار هذه النتائج، نرى أن المستقبل أمام منتخب مصر فيها ضوء ساطع، لأن الصورة ليست سوداوية، فمصر استطاعت إحراز 6 أهداف في 3 مباريات، ولولا أخطاء دفاعية ساذجة ما استقبلنا 6 مثلهم، وبالتالي فإن معالجة هذه الأخطاء ستقودنا إلى الفوز مباراة تلو الأخرى.
منتخب مصر هو ثاني أضعف خط دفاع في البطولة بعد منتخبات موزمبيق وغينيا بيساو، وهو ثالت أقوى خط هجوم في البطولة بـ6 أهداف بعد غينيا الاستوائية 9 والرأس الأخضر 7 بالشراكة مع السنغال.
مصر خسرت نهائيين من آخر 3 بطولات واعتاد المصريون على أن تكون الحسم في الثالثة، فهذا الجيل يستحق لحظة التكريم، فلا يمكن أن ينسى المصريون، مشهد بكاء تريزيجيه في البطولة الماضية مع عمرو السولية، وهو يقول له: "بطولتين يا عمرو"، لأنه خسر نهائيين هما 2017 و2021، وبالتالي من العدل والمنطق أن تكافئه كرة القدم، خاصة أنه ومعه مصطفى محمد من أفضل لاعبي المنتخب في هذه البطولة.
في بطولة 2021، أصيب الشناوي وحجازي، وأكملنا البطولة حتى النهائي فلا داعي للخوف من الغيابات، مررنا بنفس السيناريو وخسرنا اللقب بضربات الجزاء، وحان وقت نفس السيناريو لكن بالفوز بالبطولة.
كما أن صعودنا كثاني المجموعة وضعنا في طريق الكونغو وبعدها قد تكون غينيا.
ولو انتهت المفاجآت بدور المجموعات قد نكون أمام دور الأربعة كالتالي: مصر والسنغال وهي مباراة الثأر لتريزيجيه ورفاقه، ونيجيريا والمغرب.